حقق احمد قادروف مرشح موسكو للانتخابات الرئاسية في الشيشان اختراقاً غير متوقعاً، وحصل على اكثر من 80 في المئة من اصوات الناخبين. وأثارت نتائج الانتخابات ارتياحاً واسعاً في روسيا. واعتبرها كثيرون تحولاً جذرياً سيدفع المجتمع الدولي الى إعادة النظر في تعامله مع الملف الشيشاني. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية في الشيشان النتائج الأولية لعملية التصويت بعد فرز اكثر من نصف بطاقات الاقتراع. وذكر رئيس اللجنة عبدالكريم ارساخانوف ان قادروف حصل على نحو 81 في المئة من اصوات مجموع الناخبين الذين بلغ عددهم زهاء 550 ألف شخص، بينما حصل عبدالله بوغايف وهو المرشح الذي يلي قادروف مباشرة على نحو ستة في المئة من مجموع الأصوات. وينتظر ان تعلن اللجنة النتائج الرسمية خلال اليومين المقبلين. واعتبر مراقبون في الشيشان ان قادروف تمكن من تحقيق اختراق لم يكن متوقعاً، إذ رجحت مصادر مقربة منه في السابق، حصوله على نسبة لا تزيد على 65 في المئة. وبدأ الرئيس الشيشاني الجديد ممارسة صلاحياته حتى قبل إعلان النتائج النهائية. وأكد انه لن يجر تعديلات جوهرية في الحكومة الشيشانية. كذلك استبعد الدعوة الى انتخابات برلمانية قريباً في الجمهورية. وحدد المهمات الأساسية أمامه خلال المرحلة المقبلة في توحيد الشعب الشيشاني خلف قيادته الجديدة وضمان الأمن للمواطنين ووضع الأسس اللازمة لبناء اقتصاد معاف في الجمهورية التي انهكتها الحرب. واعتبر ان على رأس الأولويات مهمة مواصلة القضاء على "فلول الإرهابيين". ولاحظ مراقبون ان قادروف عمد الى استغلال فوزه بنسبة كبيرة من الأصوات، لتشديد لهجته إزاء المقاومة الشيشانية. وقال ان الرئيس الانفصالي اصلان مسخادوف سيكون مكانه المناسب "اما في السجن او في القبر". وفي موسكو أثارت نتائج الانتخابات ارتياحاً واسعاً. واعتبر سياسيون روس ان الشعب الشيشاني اعلن عبر المشاركة الكثيفة في عملية التصويت عن إرادته. ورأى رئيس مجلس الدوما البرلمان سيرغي سيليزنوف ان نتائج الانتخابات دلت الى "توق الشيشانيين لإنهاء مرحلة الحرب وبدء حياة آمنة"، فيما دعا رئيس مجلس السوفيات الشيوخ سيرغي ميرونوف المجتمع الدولي الى احترام إرادة الشيشانيين وإنهاء الجدل حول ملف الصراع في الجمهورية. من جهته، اكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان نسبة الإقبال العالية اظهرت ان الشيشانيين "يأملون بإحداث تغييرات ايجابية في بلادهم". وتعهد بمواصلة الجهود لتطبيع الأوضاع هناك وإعادة تأهيل الاقتصاد الشيشاني في اسرع وقت. وأعرب بوتين عن امله في ان يسهم احمد قادروف كرئيس منتخب في الشيشان في فتح قنوات اتصال مع "المعارضة المسلحة" المقاومة من اجل اقناع ناشطيها في العودة الى الحياة السلمية ولعب دور في إعادة تطبيع الوضع هناك.