أطلقت السلطات المصرية أمس 1977 سجيناً من كل السجون المصرية بينهم نحو ألف من أعضاء تنظيم "الجماعة الإسلامية" كانوا قيد الاعتقال أو انتهوا من قضاء أحكام قضائية صدرت في حقهم في السنوات الماضية. وكان وزير الداخلية حبيب العادلي أعلن أن هؤلاء سيطلقون في مناسبة ذكرى حرب اكتوبر تشرين الاول بعدما تأكدت اجهزة الأمن من صدق نياتهم في التحول السلمي ونبذهم العنف ومساندتهم مبادرة سلمية اطلقها العام 1997 القادة التاريخيون للجماعة من داخل سجن طرة أفضت الى قرار تاريخي صدر في آذار مارس العام 1999 قضى بوقف شامل للعمليات العسكرية داخل البلاد وخارجها. وبين من أطلقوا امس عدد من قادة الجماعة بعدما انهوا فترة العقوبة في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات، وخرج نحو 350 منهم من مجمع السجون في القاهرة الذي يضم سجون طرة والعقرب والمزرعة، فيما خرج الباقون من سجون وادي النطرون والوادي الجديد وابو زعبل وباقي المدن والمحافظات المصرية.. وتجمع الاهالي امام بوابات السجون والتقوا ابناءهم الذين توجهوا معهم الى منازلهم مباشرة من دون السير في اجراءات معقدة يخضع لها المفرج عنهم في حالات اخرى. واتسمت اللقاءات بين الاهالي وابنائهم بالسعادة ودموع الفرح والأمل ببداية مشوار جديد بعد فترة عقاب على ما جرى في سنوات العنف الديني طوال عقدين من الزمان. وأعرب عدد من الذين اطلقوا من سجن مزرعة طرة عن سعادتهم وفرحتهم وارتياحهم الشديد، واكد آخرون أن "الجماعة الاسلامية" وصلت الى اقتناع تام بأن استخدام العنف للتعبير عن الرأي عمل لا يتوافق مع الشرع، وانهم راجعوا انفسهم وجرى تأهيلهم وفق فكر ومنهج جديد. وجرت في السنوات الماضية رعايتهم في شكل كامل وكان الاصلاح والتقويم هدفاً سامياً للوصول بهم الى افراد صالحين وفاعلين ومنتجين في المجتمع. وقال القيادي في "الجماعة الاسلامية" علي أحمد عبدالنعيم 44 عاماً وهو من مدينة طما في محافظة سوهاج قضى عقوبة السجن المؤبد في قضية اغتيال السادات، إنه أمضى فترة عقوبة استمرت 22 عاماً انهى خلالها تعليمه العالي وحصل على بكالوريوس تجارة وإجازة في الأداب وأن تهمته هي المشاركة في احداث اسيوط عام 1981 وقضية السادات. وأكد عبدالمنعم ان منهج "الجماعة الاسلامية" طرأ عليه تحول فكري جديد في رفضه المعلن للعنف والعنف المضاد وأن هذه المراجعة في الفكر تمت بمباركة من كل افراد "الجماعة الاسلامية" سواء داخل السجون او خارجها، واستندت الى الاسس الشرعية من القرآن الكريم والسنة وأمهات الكتب، ووصفها بأنها مراجعة حقيقية في مصلحة الدين. وأضاف: انه ساهم في ما صدر من كتب وأبحاث عن وقف العنف وانه قام بعدد من الجولات في كل السجون المصرية لإقناع باقي افراد "الجماعة الاسلامية". واوضح أن الافكار التي اعلنت، نبذت العنف والعنف المتبادل لانها في غير مصلحة الامة والوطن والدين الاسلامي وعرضت على الازهر الشريف واقرته القيادات الدينية في الازهر. واكد مجددا موقف "الجماعة الاسلامية" من رفضها كل التفجيرات التي تمت أخيراً ومنها انفجارات الرياض وانه لا صلة على الاطلاق بتنظيم "القاعدة" وان القتل على الجنسية مرفوض.