يبدأ الرئيس جاك شيراك زيارة رسمية إلى المغرب يوم الخميس المقبل وتستمر يومين، يزور خلالها الرباط وفاس وطنجة، ويجري محادثات سياسية مع العاهل المغربي الملك محمد السادس تطاول تطورات قضية الصحراء والعلاقات في منطقة أفريقيا الشمالية والأوضاع في الشرق الأوسط والخليج، إضافة إلى العلاقات الثنائية. وتوقعت مصادر مطلعة أن تكون المحادثات التي أجراها الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة في باريس أخيراً، خصوصاً ما تعلق منها بقضية الصحراء الغربية ونتائج القمة التي جمعت العاهل المغربي والرئيس الجزائري في نيويورك قبل أيام ضمن القضايا المطروحة. وينفي الفرنسيون الذين تردد أنهم قاموا بوساطة في هذا الشأن، خلال الزيارة الخاصة التي قام بها الملك محمد السادس لباريس، طابع الوساطة عن تحركاتهم، على رغم اهتمامهم بحدوث انفراج في العلاقات المغربية - الجزائرية، أقله للحؤول دون تغلغل النفوذ الأميركي في المنطقة المعروفة أنها مركز التأثير التقليدي لفرنسا. وبرزت مظاهر الخلاف بين باريس وواشنطن خلال طرح الأخيرة مشروع قرار أمام مجلس الأمن عن الصحراء يدعم خطة الوسيط الدولي جيمس بيكر، لكن الرئيس جورج بوش حرص لدى اجتماعه مع الملك محمد السادس في نيويورك على تأكيد أن "أي حل من خارج الأطراف المعنية لن يفرض على الرباط". وزاد على المخاوف الفرنسية ازاء فقدان مواقعها التقليدية في أفريقيا الشمالية، ان اسبانيا الحليف داخل الاتحاد الأوروبي، بدت أكثر ميلاً إلى الطروحات الأميركية منذ اختيارها دعم التحالف الأميركي - البريطاني في الحرب على العراق. وعلى رغم أن العلاقات بين المغرب واسبانيا عرفت بعض التحسن بوساطة أميركية سابقة، فإن الفرنسيين والمغاربة، على حد سواء، لا ينتظرون بارتياح إلى هذا الميل، وأرجأت زيارة رسمية كان سيقوم بها رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار إلى المغرب في كانون الأول ديسمبر المقبل. كما أرجأت زيارة كان سيقوم بها العاهل المغربي لاسبانيا في خريف العام الجاري. بيد أن أهمية زيارة الرئيس جاك شيراك تكمن في الانفتاح الذي بدأ يطبع العلاقات الفرنسية - الجزائرية منذ الزيارة الأخيرة لشيراك للجزائر.