سبق زيارة الرئيس جاك شيراك للمغرب اجراء مناورات عسكرية مشتركة بين قوات مغربية وفرنسية في مناطق قريبة الى الحدود المغربية الجزائرية شرقاً. ورأت مصادر ديبلوماسية في ذلك اشارة الى عمق العلاقات التي تربط البلدين. وينظر مراقبون الى حضور شيراك، الى جانب العاهل المغربي الملك محمد السادس، افتتاح البرلمان الجمعة، بمثابة دعم للخيار الديموقراطي في البلاد، خصوصاً أن الرئيس الفرنسي سيلقي كلمة أمام النواب. لكن الرهان المغربي الفرنسي يكمن في إعادة الدفء الى العلاقات بين دول منطقة الشمال الافريقي، من غير أن يرتدي طابع الوساطة، مع تأكيد ان الوفاق المغاربي، خصوصاً تحسين العلاقات بين الرباطوالجزائر، يخدم الأمن والاستقرار. ولوحظ أن الرهان الفرنسي يوازيه طرح أميركي لحظة شراكة اقتصادية مع كل من المغرب وتونس والجزائر، ويعتبر خطاب الرئيس الفرنسي ايحاء بالتوازن الذي تسعى اليه باريس في علاقاتها مع المغرب والجزائر على حد سواء، وكان الرئيس شيراك القى، لدى زيارته الجزائر قبل شهور، خطاباً أمام البرلمان الجزائري، دعا فيه الى بناء المنطقة المغاربية في اطار الاندماج ودعم الحوار الأورو متوسطي، وقال وقتذاك ان الاندماج المغاربي يتطلب تعزيز الحوار بين الجزائر والمغرب، لكنه في زيارة سابقة للمغرب وصف المحافظات الصحراوية المتنازع عليها بين المغرب وجبهة "بوليساريو" بأنها "أقاليم جنوبية للمغرب". وسبق لباريس ان مارست ثقلها الديبلوماسي لدى طرح مشروع قرار أميركي لحل في الصحراء، أمام مجلس الأمن رأت انه مجحف في حق المغرب. وجددت تأكيد ان أي حل سياسي للنزاع ينبغي ألا يفرض من خارج وفاق الأطراف المعنية، لكن الرئيس شيراك عرف عنه المزيد من الميول لدعم موقف الرباط، من غير أن يكون ذلك على حسابات علاقات التوازي مع الجزائر.