اكد رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق عبد العزيز الحكيم ضرورة انتخاب الشعب العراقي اعضاء لجنة صياغة الدستور. وقال الحكيم خلال احتفال تأبيني لشقيقه آية الله محمد باقر الحكيم في النجف أمس، بحضور اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي، ان "الدستور الدائم للبلد يجب ان يصاغ من قبل لجنة منتخبة من الشعب العراقي ويقر من خلال استفتاء عام عليه". وتجمع آلاف الرجال والنساء، معظمهم من الشيعة، في مدينة النجف الاشرف أمس لاحياء ذكرى الاربعين لوفاة آية الله محمد باقر الحكيم الزعيم الراحل للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق، وحملوا صوراً لآية الله الحكيم وهتفوا باسم شقيقه عبد العزيز الذي خلفه على رأس المجلس الاعلى. ورددت الحشود "عزيز انت قائدنا" و"نعم نعم للاسلام" و"لن ننسى ابدا محمد باقر الحكيم"، فيما رفعت اعلام خضراء وسوداء قرب الضريح في ساحة الثورة في وسط النجف. وقال عبد العزيز الحكيم ان آية الله الحكيم "لم يكن ملكا لطائفة. كان يعمل لصالح كل الطوائف للاكراد والتركمان والشيعة والسنة والاقليات القومية والدينية"، واضاف "كان حريصا على العمل من اجل الوحدة الوطنية وضرورة حصول الشعب العراقي على حقوقه الاساسية: الحرية الاستقلال والعدالة". وكان آية الله الحكيم قتل مع نحو مئة آخرين في هجوم بسيارة ملغومة في النجف الاشرف في 29 آب اغسطس الماضي. الى ذلك، وجه اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي العراقي، من شيعة وسنة واكراد، دعوات الى الوحدة. وشدد عضو مجلس الحكم محسن عبد الحميد من الحزب الاسلامي العراقي على "عدم وجود فروقات بين السنة والشيعة"، متعهدا باسم حزبه ان يبقى العراقيون امة واحدة. اما جلال طالباني، زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني، فأشاد مطولا بمزايا محمد باقر الحكيم. وقال: "انه يبقى حياً فينا"، واضاف "كان قائدا وزعيما عراقيا عظيما وكان رمزا للوحدة الوطنية العراقية وقائدا بارزا فيها". وحضر الاحتفال ممثل الرئيس الايراني محمد خاتمي حجة الاسلام محمد شريعتي، فنقل تعازي الرئيس الايراني "الى العالم الاسلامي وشعب النجف" وقال "ان الشعب الايراني شاطر العراقيين آلامهم وافراحهم في ظل النظام السابق ولدى سقوطه وعند مقتل الحكيم". وكانت قوات امنية منتشرة بأعداد كبيرة حول الضريح، بينها عناصر غير مسلحين من "فيلق بدر"، ميليشيا المجلس الاعلى، وفرقة صغيرة من القوات الكردية. وكانت الشرطة العراقية اعلنت في نهاية آب انها اعتقلت عراقيين اثنين وعربيين آخرين غير عراقيين اعترفوا بارتكابهم هذا الاعتداء. واكد ناطق باسم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية آنذاك ان "الموقوفين الاربعة ينتمون الى تنظيم القاعدة" بزعامة اسامة بن لادن. واعلن عبد العزيز الحكيم ان "هذه المجزرة الكبرى كانت لها انعكاسات لم تقتصر على الشعب العراقي وانما شملت الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي برمته".