اتهم السناتور الديموقراطي توم داشل البيت الابيض بالترويج بشدة للنجاحات الاميركية في العراق والتقليل من اهمية الهجمات الكبرى بما فيها الهجوم الدامي على مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر والعمليات الاخرى التي وقعت اخيراً في العراق. وأحبط الجمهوريون مساعي قادها الديموقراطيون في الكونغرس لتحويل جزء من مبلغ طلبه الرئيس جورج بوش للعراق الى قروض. وقال زعيم الأقلية الديموقراطية السناتور توم داشل للصحافيين انه يشعر بالقلق ازاء الجهود التي يبذلها البيت الابيض للتقليل من اهمية تصاعد العنف في العراق. واضاف: "اذا كان ذلك هو النجاح ... فإنني لا اعرف حجم النجاح الذي يمكننا ان نتحمله". وتابع ان "هناك ثغرة تتسع باستمرار في الصدقية بين ما تقوله وما تقوم به" الادارة الاميركية في العراق. ورأى ان على الرئيس جورج بوش ان يكون "حذراً جداً بشأن الملاحظات التي تقلل من اهمية الخسائر". وقال: "علينا ان نكون حذرين جداً لدى الادلاء بتصريحات حول انجاز تقدم في حال لم نتأكد من وجود وقائع تدل على ان التقدم حاصل فعلاً". واعرب داشل عن اعتقاده بأن الولاياتالمتحدة خسرت الكثير من الصدقية حول العالم نتيجة السياسة الخارجية لبوش. الى ذلك، يبدو ان اعضاء جمهوريين كباراً أحبطوا مسعى اخيرا لتحويل جزء من الاموال المخصصة لاعمار العراق الى قروض من بين مشروع انفاق قيمته 87 بليون دولار، لكنهم لم يحرزوا تقدما في اجتماع لتضييق الخلافات بين نسختي مشروع القرار لمجلسي الشيوخ والنواب. وقال بيل فريست زعيم الغالبية في مجلس الشيوخ وهو جمهوري عن ولاية تينيسي ان لديه املاً كبيراً بأن العشرين بليون دولار المخصصة لاعادة اعمار العراق "ستكون منحاً لا قروضاً". بينما بدأ مفاوضون من مجلسي الشيوخ والنواب العمل لتقريب وجهات النظر في مشروعي القانون. وقال بيل يونغ رئيس لجنة المخصصات في مجلس النواب وهو جمهوري عن ولاية فلوريدا انه لا يزال يأمل بأن يتفق المفاوضون على مشروع قانون نهائي. واضاف: "عندها يستطيع البيت الابيض ان يصدر موافقته الاخيرة بحلول الجمعة". ويتضمن مشروع القانون 67 بليون دولار للعمليات العسكرية في العراق وافغانستان و20 بليون دولار لاعادة اعمار العراق. وعلى رغم الدعم في كلا المجلسين لجعل العراق يدفع نصف اموال اعادة الاعمار من عائدات النفط المرتقبة فإن اعضاء جمهوريين كباراً قالوا انهم يتوقعون ان يصلوا الى اتفاق معونة غير مشروط كما طلبه بوش. وهدد البيت االابيض بالاعتراض على مشروع القرار النهائي اذا تضمن قروضاً. وقال ان العراق يرزح بالفعل تحت وطأة الديون وهذه القروض ستبطئ جهود تحقيق الاستقرار وستطيل فترة الاحتلال. وقال داشل انه "خطأ بشع" ان يرفض البيت الابيض فكرة القروض. واضاف ان جعل الاميركيين "يستدينون قبل ان يفعل العراقيون ذلك، مع كل ما يملك العراق من نفط أمر غير مبرر".