تسارعت تطورات الأزمة السياسية في روسيا، وأعلنت مصادر في العاصمة موسكو أمس أن رئيس الديوان الرئاسي الكسندر فولوشين، أبرز رموز ما يُعرف ب"الحرس القديم"، استقال من منصبه، ما اعتبر مؤشراً لسعي الكرملين الى قطع آخر الخيوط مع الرئيس السابق بوريس يلتسن. وأعلنت إذاعة "صدى موسكو"، الواسعة الانتشار، خبر الاستقالة، وذكرت ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يحدد موقفه بعد حيالها، فيما التزمت وسائل الإعلام الحكومية الصمت، ورفضت مصادر في الكرملين تحدثت معها "الحياة"، التعليق على خبر الاستقالة، وقالت إنها "لا تنفي ولا تؤكد" صحة هذا التطور. ويعد الكسندر فولوشين أبرز رموز عهد يلتسن، وشغل منذ مطلع التسعينات منصب مدير الديوان الرئاسي، كما كان له دور بارز في نشاط ما يُعرف ب"العائلة" التي حكمت روسيا خلال السنوات التي اعقبت انهيار الاتحاد السوفياتي، وحافظ منذ تسلم الرئيس بوتين الرئاسة على نفوذ واسع، وكان محللون روس أشاروا إلى تزايد الخلافات خلال الآونة الأخيرة داخل الديوان الرئاسي بين ما عُرف ب"الحرس القديم" في الكرملين وفريق "المجددين" الذي يقوده الرئيس بوتين. وتزايدت حدة الخلاف بعدما خاض الكرملين مواجهة مع كبار رجال المال المتهمين بقضايا فساد جمعوا خلالها ثروات طائلة أثناء عملية التخصيص العشوائي التي جرت في روسيا بداية التسعينات، وأشار خبراء إلى أن الأزمة السياسية تفاقمت في روسيا بعد اعتقال رئيس مجموعة "يوكوس" النفطية العملاقة ميخائيل خودوركوفسكي. ولفت ان مصادر قريبة من الكرملين سربت قبل يومين معلومات حول إعلان فولوشين "معارضته الشديدة" لعملية الاعتقال، خصوصاً أنها أسفرت عن انقسام حاد في الأوساط السياسية والمالية الروسية. وكان سياسيون روس حذروا أول من أمس مما وصفوه ب "الانقلاب" في سياسة بوتين تجاه "الحرس القديم"، خصوصاً أن المحللين يرون أن التطورات الأخيرة منحت الرئيس الروسي فرصة مؤاتية للتخلص من تركة العهد السابق. ويسود اضطراب في الأوساط السياسية الروسية حيال التطورات المتوقعة في حال صحت الأنباء عن استقالة فولوشين، اذ يرى كثيرون أن روسيا "ليست مستعدة بعد" للقيام بتغييرات جذرية وإعادة بناء هياكلها السياسية على أسس جديدة.