تم انتشار الأكراد في أعالي النهرين على حساب الأرمن والآشوريين الذين ذبحوا على أيدي الأكراد، وتضامن معهم كل من الأتراك والفرس وغيرهم لأن الأكراد مسلمون، والأرمن والآشوريين يتبعون ديانة مسيحية. أما اليوم، بعد الاستيلاء على أراضي الأرمن والآشوريين، ذهب بهم غرورهم الى الشيء نفسه مع العرب والتركمان، ناسين أن هاتين القوميتين تدينان بالإسلام، ولا يمكن أن يتعاطف مع الأكراد شعب مسلم. فالتركمان والعرب لا يؤمنون بالمثل القائل من ضربك على خدك الأيمن فحول له الأيسر، أي دعه يضربك على الطرف الآخر. واذكر هنا ما كتبه أحد الأتراك في "القدس العربي": "ان الأكراد يطالبون بمدن كركوك في العراق ونخجوان في أذربيجان وخوي وسلماس وارومية في اذربيجان الجنوبية. وفي اجتماع عُقد في الأيام المنصرمة في لندن جرى استنكار صريح لهذه المطالب الكردية. وأكراد ايران يناضلون منذ 50 عاماً ضد سياسة طهران، إلا اننا لا نشارك نضالهم ولا نقف ضده، اتركوهم يناضلون بأنفسهم. ولكن إذا ما طالب الأكراد من الانفصاليين بمدن من أمثال سلماس وارومية فإننا سنجعلهم يندمون على رفع هذه المطالب". فنصيحتي الى الاخوة الأكراد أن يتراجعوا عن أفكارهم، وليكتفوا بالمساواة والعدالة، والحصول على كل الحقوق الثقافية والإدارية والسياسية وغيرها. ولكن ليبتعدوا عن مطالبهم بالفيديرالية وحق تقرير المصير، لأنه لا يحق لهم بسبب كونهم شعباً غير أصيل في المنطقة. ولا يكفي عامل العدد لتبرير هذه المطالب لنَهم مجموعات مهاجرة استوطنوا العراق في أزمنة مختلفة. ونرحب للعمل معهم لبناء الوطن العراقي من جديد، بعيداً من الشعارات الانفصالية، وبعيداً من كلمة كردستان التي لا تعبر الا عن نزعة انفصالية وتدميرية للوطن العراقي. الجزيرة السورية - حسام ابراهيم باحث husam [email protected]