حذّر اقتصاديون روس من احتمال تفاقم الآثار السلبية على الاقتصاد الروسي، لاعتقال رئيس شركة "يوكوس" النفطية العملاقة، ميخائيل خودوركوفسكي الأسبوع الماضي. وأدى اعتقال رجل الأعمال الى اضطراب في التداولات في سوق الأوراق المالية في موسكو، أمس الاثنين، حيث انخفض المؤشر الرئيسي للبورصة في إحدى فترات التداول بنسبة 12 في المئة، فيما فتح سعر سهم "يوكوس" على انخفاض نسبته 17 في المئة، ليتم تعليق التداول به لاحقاً، بعدما خسر نحو 20 في المئة من قيمته. وكان خودوركوفسكي اعتُقل الجمعة الماضي ووجّهت إليه النيابة العامة اتهامات بالاختلاس والتلاعب والتهرب من الضرائب. وقررت محكمة روسية تمديد اعتقاله، خلافاً لتقارير بعض وكالات الأنباء التي تحدثت السبت عن الإفراج عنه بكفالة مالية. وأثار اعتقال البليونير الروسي هزة عنيفة في الأوساط السياسية والاقتصادية الروسية. وحاولت مجموعة "يوكوس" طمأنة الأسواق أمس الى أن النشاط المالي للمؤسسة النفطية لن يتأثر باعتقال صاحبها. لكن الانقسام الحاد في الأوساط المالية والسياسية في شأن الآثار المحتملة لاعتقال خودوركوفسكي، زاد من مخاوف المستثمرين، مما دفع ثلاث من كبريات المجموعات الاقتصادية الروسية الى الإعلان أمس عن تشكيل "مجموعة مواجهة أزمات"، في محاولة لتقليل المخاوف وتجنب أي تدهور اقتصادي محتمل. وعاد الهدوء جزئياً الى التداولات المالية أمس بعد تصريح للرئيس فلاديمير بوتين استبعد فيه أن يكون اعتقال خودوركوفسكي بداية لإعادة فتح ملفات عمليات التخصيص العشوائي التي جرت في روسيا في مطلع التسعينات. معلوم ان خودوركوفسكي مُتهم بالاستيلاء على نحو 300 مليون دولار في تلك الفترة. وتضاربت آراء الاقتصاديين الروس حول نتائج عملية اعتقال البليونير، الذي يصل حجم ثروته حالياً الى نحو 8 بلايين دولار، وفقاً لتصنيف مجلة "فوربس" الأميركية. وتوقّع بعضهم أن يكون تأثير الاعتقال على التداولات المالية قصير الأمد، فيما رجّح آخرون تصاعداً في الأزمة المالية ربما يسفر خلال الفترة المقبلة عن هروب واسع للرساميل من روسيا.