تناقصت شعبية رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون في أوساط الاسرائيليين مرة أخرى لتسجل أدنى نسبة عرفها منذ تسلمه دفة الحكم قبل أقل من ثلاث سنوات واعتبرها المعلق السياسي في صحيفة "معاريف"، حيمي شاليف "حضيضاً غير مسبوق"، إذ قال 54 في المئة انهم غير راضين عن أداء شارون "بشكل عام" أي على الصعد كافة مقابل 36 في المئة قالوا عكس ذلك و10 في المئة أجابوا "لا أعرف". وأعرب 55 في المئة عن اعتقادهم بأن شارون وحكومته لا يعرفان كيف "يحاربان الارهاب" فيما قال 65 في المئة انهم غير راضين عن شكل تعامل الحكومة مع "الجدار الفاصل". لكن هذه الأرقام لم تخلص الاسرائيليين من ارتباكهم المتواصل منذ ثلاث سنوات، فمن جهة يقرون بفشل حكوماتهم في "حسم الانتفاضة عسكريا" وفي المقابل لا يخفون تعطشهم لمزيد من الانتقام والبطش بالفلسطينيين والعرب، اذ اعلن 51 في المئة تأييدهم ترحيل الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات 36 في المئة يعارضون وأيد 66 في المئة العدوان الاسرائيلي على سورية 22 في المئة عارضوه و63 في المئة ضم مستوطنات "اريئل" و"عمانوئيل" وغيرها الى عمق أراضي الضفة الغربية داخل "الجدار الفاصل". ويرى من شملهم الاستطلاع في "معاريف" ان الوزيرين المتطرفين شاؤول موفاز وبنيامين نتانياهو أنسب من يخلف شارون. ويكتب شاليف ان الأرقام المتعلقة بشعبية شارون تؤكد انه يسير نحو الهاوية وانه ربما تخطى "نقطة اللاعودة" في الطريق الى الانهيار. ويضيف متهكماً ان النسبة العالية 70 في المئة من اليهود الذين صاموا في "يوم الغفران" الاثنين الماضي ربما تعود الى حقيقة ان الاسرائيليين يئسوا من شارون ولم يتبق أمامهم سوى الابتهال والتضرع. وجاءت نتائج الاستطلاع في وقت تشهد الصحف العبرية مزيداً من المقالات التي تنتقد بشدة أداء رئيس الحكومة وتتحدث عن لجوئه الى قوة الذراع العسكرية ضد سورية ايضاً للتغطية على فشله في مواجهة الانتفاضة الفلسطينية وصرف أنظار الاسرائيليين عن الأزمات الاقتصادية والاجتماعية التي يعيشونها. وتحت عنوان "انتهى مفعوله"، يكتب أبرز المعلقين في صحيفة "هآرتس" يوئيل ماركوس ان شارون في حياته العسكرية والسياسية الممتدة على 50 عاماً لم يعرف سوى سياسة واحدة يطبقها حتى يومنا هذا تقوم على اتباع سياسة القوة والمزيد منها ضد الفلسطينيين وعمليات الانتقام في "مناطق العدو"، ما يشكل حافزاً اضافياً لانتاج المزيد من الانتحاريين "الذين يتعرض أفراد أسرهم الى القتل والتعذيب والتنكيل على أيدي قوات الاحتلال الاسرائيلي". ويختم انه مع دخول الانتفاضة عامها الرابع تثار شكوك كثيرة حول رجاحة عقل شارون ومقدرته في تخليص اسرائيل من الوضع الذي انزلقت اليه "حيث انه ما زال يتبنى سياسة الانتقام، من دون اطلاق أي مبادرات سياسية، وما زال ينظر الى المستقبل بمنظور حروب الماضي فإنه أشبه بمنتوج انتهت مدة صلاحية استعماله ولم يعد أهلاً لقيادة الدولة".