يجري عدد من ممثلي التيارات الماركسية والقومية والناصرية والاسلامية اتصالات لتنظيم "جبهة وطنية" من هذه القوى تسعى الى عقد مؤتمر وطني عراقي من نحو خمسة آلاف شخص في بغداد او دمشق بهدف "اعلان حال العصيان المدني في حال لم تضع قوات الاحتلال جدولاً زمنياً لمغادرة العراق". وكان وفد يضم نحو 70 شخصية من هذه القوى اجتمع في اليومين الاخيرين مع الرئيس بشار الاسد ونائبه عبدالحليم خدام ووزير الخارجية فاروق الشرع، حيث ظهر تأكيد سوري على "الوحدة الوطنية" والتحذير من "مساع اسرائيلية لتجزئة العراق واحداث فوضى فيه"، الأمر الذي جرى التأكيد عليه خلال محادثات المسؤولين السوريين مع اعضاء مجلس الحكم الانتقالي الذي رفضت دمشق "الاعتراف" به مع الاستعداد ل"التعامل" معه. كما جدد خدام مواقف بلاده خلال لقائه "تكتل المؤتمر الوطني" بزعامة الشريف علي بن الحسين الذي عرض "برنامجه الهادف الى انهاء الاحتلال وتعزيز الوحدة الوطنية والمطالبة بنقل السلطة الى الاممالمتحدة واجراء انتخابات تحت اشراف الاممالمتحدة لانتخاب مجلس تشريعي يضم دستوراً للعراق وتنبثق عنه حكومة شرعية تتولى مسؤولية اعادة بناء الدولة العراقية". وكان مقرراً ان يتناول عدد من اعضاء الوفد الافطار على مائدة زعيم "الاتحاد الاشتراكي الديموقراطي" الناصري بزعامة حسن عبدالعظيم، علماً ان الحزب غير مرخص ويعتبر الناطق باسم "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض. وقال رئيس التيار القومي الديموقراطي وميض نظمي ل"الحياة" ان لجنة عليا للتنسيق تشكلت لهذا الغرض تضم التيار القومي الديموقراطي ويضم مجموعة من الوزراء السابقين في عهد الرئيس عبدالسلام عارف بينهم وزير الخارجية صبحي عبدالحميد والداخلية شامل السامرائي، اضافة الى مجموعة من الضباط بين اللواء الركن عبدالحافظ عباسي، والاطباء العسكريين بينهم العميد الركن خالد حسن فريد. واوضح نظمي: "انه حزب اسلامي بنزعة عروبية متأثر بمقتدى الصدر، لافتاً الى ان "حزب الوسط الديموقراطي" بزعامة صالح المطلك دخل الى اللجنة، اضافة الى الشيخ فؤاد الخالصي الذي يعتبر "من ابرز علماء الشيعة في الكاظمية وحفيد آيه الله محمد مهدي الخالصي قائد ثورة 1920". وتابع ان "مفاوضات سياسية ستجري مع اعضاء في مجلس الحكم الانتقالي من "حزب الدعوة الاسلامية" و"الحزب الاسلامي" للمساهمة في جهودنا التي تستهدف اعلان جبهة وطنية ترتب عقد مؤتمر موسع يخرج بدعوة قوات الاحتلال لوضع برنامج محدد للخروج من العراق واجراء انتخابات باشراف الاممالمتحدة. وفي حال لم توافق فاننا سنعلن حال العصيان المدني". وأكد وزير الخارجية السوري فاروق الشرع "دعم بلاده الشعب العراقي بمختلف فئاته لنيل حريته واستقلاله". وافادت مصادر رسمية ان الشرع استقبل امس كلاً من وفد المجلس المركزي لشيوخ العشائر العراقية والعربية برئاسة الامين العام علي ابراهيم الفارس الدليمي حيث "تم التأكيد على انهاء الاحتلال الاجنبي للعراق وضرورة المحافظة على وحدة الاراضي العراقية وسلامتها"، ووفد تجمع مؤتمر العراق برئاسة الشريف علي بن الحسين حيث كانت "وجهات النظر متطابقة حول مستقبل العراق واختيار شكل الحكم الذي يريده الشعب العراقي بعيداً عن اجواء الاحتلال وبما يضمن سلامته الاقليمية واستقراره ووحدة اراضيه".