شهدت الجبهة اللبنانية - الاسرائيلية تصعيداً عسكرياً مفاجئاً أمس حين هاجمت "المقاومة الاسلامية"، الجناح العسكري ل"حزب الله"، مواقع اسرائيلية في قرى رويسات العلم والسماقة والرمثا في مزارع شبعا المحتلة، وردت الطائرات الاسرائيلية بسلسلة غارات على منطقة العرقوب وبقصف مدفعي كثيف. ويجيء هذا التطور غداة تصريحات لوزير الخارجية السوري فاروق الشرع لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية وأخرى لرئيس مجلس الشعب السوري محمود الأبرش بأن سورية ستقصف المستوطنات الاسرائيلية في الجولان إذا تكرر العدوان الاسرائيلي عليها. كما تزامن مع محادثات عسكرية سورية - لبنانية في بيروت أثناء زيارة قام بها رئيس الأركان العامة للجيش السوري العماد حسن توركماني على رأس وفد عسكري موسع اجتمع مع وفد مماثل يتقدمه قائد الجيش اللبناني العماد ميشال سليمان قبل ان يلتقي الرئيس إميل لحود الوفدين. وكان لافتاً ان البيان الصادر عن قيادة الجيش اللبناني أشار الى ان البحث تطرق الى "تدقيق المهمات الأمنية والدفاعية المشتركة بين جيشي البلدين بما ينسجم مع الاحتياجات الأمنية والمتطلبات الدفاعية لكلا البلدين الشقيقين لمواجهة التحديات والتصدي للتهديدات المعادية التي يتعرضان لها"، مؤكداً ان الجانبين "توصلا الى صيغة موحدة في هذا الشأن". وفيما تردد ان "حزب الله" هدف من وراء العملية الى أسر اسرائيليين، سارع الحزب الى نفي الأمر وأعلن انه رد على الغارات الاسرائيلية على المناطق المحررة بهجوم على موقع اسرائيلي في العباسية. واعتبر مراقبون هجمات امس خرقاً ل"هدنة غير معلنة" شهدتها المنطقة منذ اكثر من شهرين. وتشاور وزير الخارجية اللبناني جان عبيد مع نظيره السوري فاروق الشرع في تطورات الوضع بعد هذا التدهور. وأعلنت "المقاومة الاسلامية" مسؤوليتها عن عملية مزارع شبعا. وأوضحت ان مجموعاتها "استخدمت فيها الاسلحة المباشرة والصاروخية وأنها اصابت المواقع التي استهدفتها اصابات مباشرة". وأكدت مصادر أمنية اسرائيلية قصف الحزب مواقع اسرائيلية. ورد الجيش الاسرائيلي بقصف مدفعي من العيار الثقيل وغارات جوية على محيط شبعا وكفرشوبا وكفرحمام وراشيا الفخار ومزرعة الخريبة ومنطقة السليمانية. وتصدت مضادات "حزب الله" للطائرات المغيرة وجابت زوارق حربية اسرائيلية المنطقة المقابلة للشاطئ اللبناني جنوباً. وذكر مصدر عسكري اسرائيلي في القدسالمحتلة ان "حزب الله" قصف مواقع للجيش الاسرائيلي في قطاع مزارع شبعا، وان القصف أدى الى اصابة جندي بجروح طفيفة. وأعلن "حزب الله" لاحقاً ان العملية الثانية له التي استهدفت موقع العباسية حققت اصابات مباشرة. وسبق التصعيد اطلاق اسرائيل سراح معتقل لبناني لديها هو ذياب ديب عويضة 20 عاماً من قرية بينين في عكار شمال لبنان. وكانت اعتقلته في ايار مايو 2001 البحرية الاسرائيلية على متن مركب صيد كبير مع والده ديب 52 عاماً وإبن عمه حسين 22 عاماً وفادي مروان عوض قبالة السواحل الشمالية لإسرائيل، ووجهت اليهم تهمة تهريب أسلحة عبر البحر الى الفلسطينيين في غزة. وعلى رغم ان اسم عويضة مدرج على لائحة صفقة تبادل الأسرى والمعتقلين اللبنانيين بين "حزب الله" واسرائيل، فإن الأخيرة أوضحت ان ذياب عويضة انهى مدة عقوبته. وقال شقيقه علي: "ان الصليب الاحمر أبلغنا ان ذياب سيطلق سراحه بعدما أنهى مدة عقوبته. اما والدي فيقضي في سجن عسقلان حكماً بالسجن مدته 12 عاماً بتهمة تهريب اسلحة الى الفلسطينيين". وتسلم عويضة رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الاحمر في لبنان انطوان بيلير الذي صرح بأنه لا يعرف اذا كانت الخطوة في اطار مبادلة السجناء. وأكد عويضة للصحافيين لدى وصوله ان ليست لديه انتماءات سياسية كان تردد في لائحة التبادل انه متعاون مع الجبهة الشعبية - القيادة العامة. وخضع عويضة الى تحقيق روتيني من الجيش اللبناني وعاد الى بلدته. وعلمت "الحياة" ان اخلاء عويضة تم خارج اطار التفاوض على تبادل الأسرى.