في خطوة تؤشر الى بداية تغيير في الخطاب الاميركي الموجه الى العرب، اعترف مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا وليام بيرنز بوجود غضب شعبي من السياسة الاميركية في العالم العربي. واعتبر ان جماعات متشددة مثل تنظيم "القاعدة" تستثمر هذا الغضب. لكنه قال انها لا تملك "حلولاً للمشاكل القائمة من نوع برامج لتشغيل العاطلين أو خطط لإصلاح التعليم تمكنها من المنافسة في ظل اقتصاد معولم". وأعلن بيرنز في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرة تونس الى الرباط امس ان قرب اقامة مكتب اقليمي في المغرب العربي لتنفيذ مبادرة الشراكة الاميركية مع الشرق الأوسط. قال مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا وليام بيرنز انه اجرى محادثات مثمرة مع الرئيس التونسي زين العابدين بن علي الذي اجتمع معه في تونس في المحطة الثانية من جولة مغاربية تشمل الجزائروتونس والمغرب. وأضاف ان المحادثات أتاحت له تأكيد الأهمية التي يوليها الرئيس جورج بوش لعلاقات الشراكة بين تونس والولايات المتحدة. واضاف ان واشنطن تعتزم انشاء مكتب اقليمي في تونس لتنفيذ مبادرة الشراكة الاميركية مع الشرق الأوسط. واعتبر بيرنز في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرة تونس الى الرباط امس، ان مشكلة الأمن "تشكل تحدياً كبيراً للعراقيين وكذلك لقوات التحالف"، وقال: "نعمل بكل جهدنا لمساعدة العراقيين على مجابهة ذلك التحدي في اطار استراتيجية تشتمل على محورين هما اعادة الإعمار ومسار سياسي يعطي السلطة للعراقيين". وأوضح ان اميركا تعمل في هذا الاطار على بناء شرطة عراقية، مشيراً الى ان "خمسين ألف شرطي عراقي باتوا جاهزين اليوم"، الا انه اعتبر هذه المهمة "غير سهلة لكنها ضرورية لمعاودة بناء دولة قوية وثرية وهو ما يستحقه العراقيون". وجدد بيرنز التعبير عن "انشغال الإدارة الاميركية لإقامة اسرائيل الجدار العازل وتعرجه نحو قطاع غزة ما يؤثر في مسار المفاوضات بين الفلسطينيين والاسرائيليين، ويسبب صعوبات اضافية للفلسطينيين ويجعل الأمل ضعيفاً بالوصول الى دولتين متعايشتين". وقال ان "شهر الصيام فرصة لنفكر سوية بأن العنف والارهاب لا يؤديان لقيام دولتين تعيشان جنباً الى جانب، وهو أمر مهم لإقامة سلام في المنطقة". واضاف: "نتوقع من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي التزاماً أكثر بمقاومة العنف واعادة الأمل وهذا ممكن فقط بالمفاوضات والعودة الى المسار السياسي". واعترف بوجود "غضب شعبي" من السياسة الاميركية في العالم العربي، واعتبر ان "جماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة تستثمر هذا الغضب، ولكن ليست لديها حلول للمشكلات القائمة من نوع برامج لتشغيل العاطلين أو برامج لاصلاح التعليم تمكنها من المنافسة في ظل اقتصاد معولم". الا انه استدرك قائلاً: "ليست لدينا حلول ولكننا نعول على الشراكة وعلى الحلول التي تأتي من داخل المنطقة ولا تفرض من الخارج". وسئل بيرنز الذي كان زار الجزائر عن رد واشنطن على الغضب المغربي من تقرير موفد الأمين العام للأمم المتحدة الى الصحراء جيمس بيكر، فأكد ان واشنطن "ما زالت تؤيد الحل السياسي في الصحراء وتدعم جهود بيكر للوصول الى حل تفاوضي للنزاع، وتشجع الحوار بين المغرب والجزائر والأطراف الأخرى لايجاد حلول مناسبة"، مشدداً على ان اميركا "لا تسعى لإملاء حل على أي طرف".