بدأ مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا وليام بيرنز زيارة أمس للمغرب آتياً من الجزائر، على ان ينتقل اليوم الى تونس المحطة الثالثة في جولة مغاربية تدوم خمسة أيام. واستقبل العاهل المغربي الملك محمد السادس الضيف الأميركي ويُعتقد ان محادثاتهما تناولت، إضافة الى العلاقات الثنائية والوضع في الشرق الأوسط، قضية الصحراء الغربية. وقال بيرنز بعد اللقاء مع الملك ان "الإرهاب قضية تعنينا جميعاً". وهو أكد في الجزائر دعم بلاده جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة جيمس بيكر لحل النزاع الصحراوي. ويبدو ان الجزائريين حققوا النتيجة الأكبر من جولة بيرنز، إذ سمعوا منه تأكيداً بأن الولاياتالمتحدة ستزودهم قريباً أسلحة للمساهمة في الحرب ضد الجماعات المسلحة. بدا أمس ان الحكومة الجزائرية نجحت في إقناع الولاياتالمتحدة بتزويدها أسلحة متطورة للمساعدة في مكافحة نشاط الجماعات الإسلامية المسلحة. وكشف مسؤول رفيع في وزارة الخارجية الاميركية، في ختام زيارة للجزائر دامت يومين، أن واشنطن على وشك بيع هذا النوع من المعدات العسكرية. وأوضح مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط وليام بيرنز في مؤتمر صحافي عقده، أمس، في مقر السفارة الأميركية في الجزائر: "بدأنا وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق في شأن بيع الجزائر تجهيزات عسكرية لمواجهة الارهاب". واعتاد المسؤولون الأميركيون خلال زياراتهم للجزائر منذ أحداث 11 أيلول سبتمبر 2001 على تقديم وعود بالمساعدة في الحرب على الارهاب. واستقبل المسؤولون الجزائريون في الفترة الماضية العديد من مسؤولي الشركات الأميركية المتخصصة في أنظمة المراقبة والرصد والاستطلاع والأنظمة الاستخباراتية والاستعلامات الأمنية. الا أن رئيس الجمهورية عبدالعزيز بوتفليقة سجل بأسف خلال الملتقى الدولي حول الارهاب في نهاية تشرين الأول أكتوبر الماضي عدم تلقي بلاده رداً من البلدان الغربية على طلبات المساعدة التي قدمتها بهدف القضاء على الارهاب. لكن بيرنز كشف بعد لقائه الرئيس الجزائري تقديم اقتراح الى الكونغرس من أجل الموافقة على رفع نصيب الجزائر من مساعدات مالية بدأت واشنطن في منحها لدول الشرق الأوسط للاسهام في تمويل دورات تدريبية لقوات الامن المتخصصة في مكافحة الارهاب. وتحدث عن "العلاقات الممتازة" بين الجزائروالولاياتالمتحدة، واصفاً محادثاته مع بوتفليقة التي استغرقت أكثر من ثلاث ساعات، ب"المثمرة". وقال انه بحث في عدد من "القضايا التي تهم المنطقة مثل قضية اسرائيل وفلسطين والعراق ومواجهة الارهاب". وجدد دعوة الولاياتالمتحدة المسؤولين الجزائريين، للمرة الثانية في أقل من شهر، الى زيارة مواطنيهم المعتقلين في غوانتانامو. وفي شأن نزاع الصحراء الغربية، قال بيرنز: "تحدثت مع الرئيس بوتفليقة حول الصحراء الغربية وجددت الحاح الولاياتالمتحدة على دعم كل حل سلمي للمشكلة بما يتوافق مع طموحات الطرفين المعنيين. كما جددت دعمنا المثابر لجيمس بيكر المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء الغربية". وتحدث عن مبادرة سيعلن عنها وزير الخارجية كولن باول "خلال الأيام المقبلة" بهدف دعم تعاون الولاياتالمتحدة مع دول الشرق الأوسط. وعن التحضيرات الأميركية لتوجيه ضربة عسكرية للعراق، أكد بيرنز ضرورة تنفيذ العراق القرارات الدولية وآخرها القرار 1441. وفي تونس، قالت مصادر مطلعة ان بيرنز سيضع المسؤولين التونسيين في ومقدمهم الرئيس زين العابدين بن علي، في صورة تطورات الموقف بين العراق والأمم المتحدة وخطط واشنطن المستقبلية تجاه بغداد والمنطقة عموماً. ويُعتبر بيرنز رابع مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور تونس في الشهور الثلاثة الأخيرة. وسيعقد المسؤول الأميركي مؤتمراً صحافياً مساء اليوم في مقر سفارة بلاده في تونس والذي دُشّن اخيراً في احد احياء العاصمة الشمالية.