ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق المنازل في قطاع غزة، في الوقت الذي سقط فيه المزيد من الشهداء والجرحى، اذ نسفت قوات الاحتلال بالديناميت فجر امس ثلاثة ابراج سكنية في مدينة الزهراء جنوب مدينة غزة يتألف كل واحد منها من 12 طبقة وحولتها ثلاثة اكوام من الركام. وتذرعت سلطات الاحتلال بأن مسلحين فلسطينيين خرجا من المدينة فجر الجمعة الماضي ونفذا عملية فدائية في احدى القواعد العسكرية في مستوطنة "نتساريم" الجاثمة فوق الاراضي الواقعة بين مدينتي الزهراء وغزة قتل فيها ثلاثة جنود اسرائيليين وجرح اثنان، علماً ان احد المهاجمين استشهد وهو من مخيم جباليا للاجئين شمال غزة، وليس من مدينة الزهراء. قال شهود ان قوات الاحتلال اجتاحت مدينة الزهراء الواقعة على بعد نحو كيلومتر واحد جنوب مستوطنة "نتساريم" المحصنة جيداً والمعزولة مساء السبت ونادت عبر مكبرات الصوت وطلبت من السكان إخلاء منازلهم جميعاً والتوجه الى مخيم النصيرات جنوباً تمهيداً لنسف الابراج. واستبقت قوات الاحتلال الاجتياح بقصف الابراج بأكثر من قذيفة دبابة. ونزح نحو ثلاثة آلاف مواطن الى المخيم القريب الذي فتح اللاجئون القاطنون فيه ابواب منازلهم لاخوانهم الهاربين من بطش الاحتلال ودمويته. ونسفت قوات الاحتلال مركز الشرطة الوحيد في المدينة ايضاً. وألحقت عمليات النسف اضراراً كبيرة بعشرات المنازل في المدينة التي بنيت قبل خمس سنوات في عهد السلطة الفلسطينية على مساحة 340 دونماً. وأصيب اثناء عملية الاجتياح مواطن بجروح متوسطة نقل على الأثر الى المستشفى ليتلقى العلاج اللازم. وجاءت عملية اجتياح المدينة في الوقت الذي كان الفلسطينيون يراقبون هلال شهر رمضان المبارك، ليعلن مفتي القدس ان الاحد هو اول ايام الشهر الفضيل. السلطة تندد ب"جريمة الحرب" من جانبها، نددت السلطة الفلسطينية امس بنسف المباني، وقال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني انها "جريمة جديدة ضمن سلسلة الجرائم الاسرائيلية اليومية وهذه الاستفزازات لن تمر بلا حساب"، بل الى "عواقب وخيمة"، ودعا الاسرائيليين الى العودة الى طاولة المفاوضات بدلاً من مواصلة العمليات العسكرية التي قال انها لن تجلب إلا مزيداً من التصعيد. ودان كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات هدم المنازل بوصفه "جريمة حرب ومن اكبر المخالفات التي تقوم بها الحكومة الاسرائيلية لاتفاقية جنيف الرابعة". ودعا اللجنة الرباعية الى التدخل "فوراً" ل"وقف الجرائم الاسرائيلية" و"وقف بناء الجدار الامني والمستوطنات". ثلاثة شهداء... أحدهم في هجوم الى ذلك، استشهد الشاب مسعود عباس 23 عاماً من مدينة رفح متأثراً بجروحه الخطيرة التي اصيب بها في الغارة الوحشية التي شنتها مروحيات اسرائيلية من نوع "أباتشي" الاميركية الصنع ليل الاثنين - الثلثاء الماضي في مخيم النصيرات وقتل فيها عشرة فلسطينيين. وباستشهاد عباس ارتفع عدد شهداء المجزرة الى 11 شهيداً، علماً ان تسعة مصابين في حال حرجة ما زالوا يصارعون الموت في غرف العناية الفائقة. كما استشهد الشاب رامي عليان 20 عاماً صباح امس في عملية فدائية على طريق "كسوفيم" العرضية الاستيطانية التي تربط مستوطنات "غوش قطيف" ب"الخط الاخضر". وقالت "كتائب شهداء الاقصى"، الذارع العسكرية لحركة "فتح" في بيان لها ان العملية اسفرت عن قتل مستوطن واصابة عدد آخر منهم، قبل ان يقتل جنود الاحتلال المرافقين لهم الشاب عليان. كما استشهد الشاب حامد بكرون 18 عاماً متأثراً بجروحه التي أصيب بها الاربعاء الماضي في قصف مدفعي استهدف شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وكان بكرون أصيب في حينها بجروح خطيرة. كما اصيب اربعة فلسطينيين، ثلاثة منهم اطفال، في مدينة رفح امس. وقال شهود ان قوات الاحتلال المتمركزة في مواقع عسكرية على طول الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر قصفوا منازل المواطنين المجاورة ما أدى الى اصابة اربعة منهم، بينهم ثلاثة اطفال بجروح مختلفة. وفي قلقيلية في الضفة الغربية، تظاهر مئات المواطنين عند المدخل الشرقي الوحيد للمدينة المغلق منذ ايام عدة. وطالب المتظاهرون قوات الاحتلال بفتح المدخل الوحيد لتمكينهم من الخروج من المدينة والدخول اليها بحرية تامة. وأجرى عدد من وجهاء المدينة وممثلي المؤسسات الذين كانوا على رأس المتظاهرين، مفاوضات مع قوات الاحتلال لفتح الحاجز العسكري عند المدخل وتمكين المزارعين من الوصول الى اراضيهم الزراعية. الى ذلك، اقامت قوات الاحتلال امس حاجزاً عسكرياً جديداً عند مدخل مدينة طوباس الجنوبية في وقت واصلت فيه إغلاق كل الطرق التي تربط المدينة بمنطقة الأغوار للاسبوع الرابع على التوالي.