أغلقت السفارتان الامريكية والبريطانية في صنعاء ابوابهما امس بسبب تهديدات تنظيم القاعدة. وقال بيان صادر عن السفارة الأمريكية ان «السفارة في صنعاء مغلقة اليوم، الثالث من يناير/ كانون الثاني”امس” بسبب التهديدات المستمرة لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب باستهداف المصالح الأمريكية في اليمن».وذكر البيان الرعايا الامريكيين بضرورة «الحفاظ على مستوى مرتفع من التيقظ والحذر». وقال ناطق باسم السفارة الأمريكية انه لن يعلق بشأن ما إذا كان هناك تهديد معين. وجاء قرار الاغلاق بعد يوم واحد من محادثات اجراها في صنعاء الرئيس اليمني علي عبد الله صالح مع الجنرال ديفيد بتريوس، قائد القيادة المركزية الأمريكية. من جهتها قالت وزارة الخارجية البريطانية انها اغلقت السفارة البريطانية في صنعاء «لاسباب امنية» وذلك بعد مرور ساعات على اعلان الولاياتالمتحدة اغلاق ابواب سفارتها. وكان رئيس الوزراء البريطاني، جوردون براون، قال ان بلاده ستتعاون مع الولاياتالمتحدة في مجالات دعم مكافحة الإرهاب في اليمن. من جهة أخرى، قالت الادارة الامريكية ان الرئيس باراك اوباما اطلع من مستشاره لمكافحة الارهاب، جون برينان، على نتائج اللقاء الذي جرى بين الجنرال ديفيد بتريوس، والرئيس اليمني. وجدد الجنرال بتريوس للرئيس صالح التأكيد على دعم الولاياتالمتحدة لليمن في جهوده لمكافحة الارهاب وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية إن الجنرال بتريوس أجرى محادثات «مثمرة» في صنعاء مع الرئيس اليمني واطلع برينان على نتائجها الذي قام بدوره بإبلاغها إلى الرئيس أوباما. وقالت وكالة الانباء اليمنية ان الجنرال بتريوس اكد للرئيس اليمني دعم الولاياتالمتحدة لليمن في هذه الجهود الرامية الى مكافحة الارهاب. واضافت ان الجنرال بتريوس هنأ الرئيس والشعب اليمني على نجاح العمليات الاستباقية التي نفذتها مؤخرا اجهزتنا الامنية وقواتنا الجوية ضد اوكار العناصر الارهابية من تنظيم القاعدة في ابين وشبوة وارحب وامانة العاصمة صنعاء». وقالت «سبأ» ان بتريوس سلم الرئيس اليمني رسالة من الرئيس باراك اوباما «تتعلق بالعلاقات الثنائية ومجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين ومنها التعاون في المجال الامني ومكافحة الارهاب والقرصنة». الى ذلك نفى وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي التقارير التي تحدثت عن اتفاق صنعاء وواشنطن على تنسيق أمني للحرب على «القاعدة» يتيح للأخيرة بمرور صواريخ موجّهة وطائرات مقاتلة وأخرى من دون طيار لضرب أوكار القاعدة في اليمن، مؤكدا ألّا اتفاقيات بين اليمن والولاياتالمتحدة الأميركية بهذا الصدد وعدم وجود مشاريع مطروحة للتوقيع بين البلدين. وقال الدكتور القربي في حوار متلفز إن اليمن بصدد رفع قوات مكافحة الإرهاب لتتمكن من صد أي اعتداءات على مصالحها والمصالح الغربية من قبل عناصر تنظيم «القاعدة» وأنها بحاجة إلى دعم دولي من أجل رفع قدراتها في مجالي التدريب ووسائل الاتصال والنقل برا وبحرا، مشيرا إلى أن الحكومة ماضية في ملاحقة عناصر تنظيم «القاعدة»، كما دعا إلى جهود عربية مشتركة لمواجهة خطر الإرهاب، مشيرا إلى أن هذا الخطر ربما ينتشر أكثر في حال لم تتعاون كل الدول لمواجهته. وأوضح أن الكشف عن إقامة المتّهم النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب في اليمن لأشهر قبل تنفيذه عملية تفجير الطائرة الأميركية، يكشف حقيقة أن تنظيم «القاعدة» في اليمن ليس إلّا جزءا من تنظيم دولي كبير، ما يؤكد الحاجة إلى تعزيز تنسيق الجهود بين دول المنطقة والعالم من أجل مواجهة خطر الإرهاب. وفى ذات السياق قال مستشار الرئيس الامريكى باراك اوباما لمكافحة الارهاب ان واشنطن لا تنوي ان تفتح في اليمن «جبهة ثانية» في حربها على الارهاب او نشر قوات في هذا البلد «في الوقت الحالي»، مؤكدا ان الولاياتالمتحدة «ستبيد كليا» القاعدة. واشار الى ان واشنطن تريد التنسيق مع صنعاء في محاربة عناصر القاعدة الموجودين في اليمن. وقال في حديث لشبكة فوكس «لا اقول اننا سنفتح جبهة ثانية»، وذلك غداة اعلان السلطات الامريكية والبريطانية تعزيز تحركهما ضد الارهاب في اليمن والصومال اثر محاولة تفجير طائرة الركاب الاميركية يوم الميلاد. واضاف «الحكومة اليمنية ابدت حسن نية في محاربة القاعدة وتميل الى قبول مساعدتنا. سنقدم لهم كل ما يطلبونه. لقد حققوا حقا تقدما»، موضحا انه ليس من الوارد «في الوقت الحالي» نشر قوات اميركية في شبه الجزيرة العربية .