شن مسلحان فلسطينيان أمس هجوماً نوعياً استهدف موقعاً عسكرياً اسرائيلياً في محيط مستوطنة "نتساريم" في قطاع غزة، واسفر عن مقتل ثلاثة اسرائيليين واصابة آخريْن بجروح بالغة، اضافة الى استشهاد احد المسلحين. وجاء الهجوم في وقت ارتفع الى سبعة عدد الشهداء الذين قضوا خلال الساعات ال24 الماضية برصاص الاحتلال او متأثرين بجروح اصيبوا بها في الاجتياحات الاسرائيلية الاخيرة. راجع ص 4 و5 ويوصف هجوم "نتساريم" بأنه "نوعي"، اذ جاء ثمرة تعاون عسكري بين "كتائب عز الدين القسام" و"سرايا القدس"، الجناحين العسكريين التابعين ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس وحركة "الجهاد الاسلامي في فلسطين". ولم يكن هذا التعاون مفاجئا، خصوصا انه يأتي بعد ايام قليلة على لقاء عقده رئيس المكتب السياسي ل"حماس" خالد مشعل والامين العام لحركة "الجهاد" رمضان شلح لتنسيق جهود الحركتين في التصدي للعدوان الاسرائيلي. ولا تقتصر فرادة الهجوم على طبيعة الجهة المنفذة، بل تشمل ايضا طبيعة الموقع المستهدف، وهو موقع عسكري حصين محاط بأسلاك شائكة وارض محروقة. ويبدو ان المهاجمين تمكنا من اقتحام الموقع تحت جنح الظلام وستار كثيف من الضباب الذي لف المنطقة فجر امس، فيما نفذ الهجوم من "جهتين مختلفتين" في آن. وحسب بيان مشترك ل"كتائب القسام" و"سرايا القدس"، فإن الفلسطينيين القيا قنابل "من جهتين مختلفتين على الموقع العسكري قبل ان يطلقا النار من اسلحتهما الرشاشة في اتجاه مجموعة من جنود الاحتلال، فقتل ثلاثة منهم مجندتان وجندي واصيب جنديان بجروح بالغة". واضاف ان "الاستشهادي من سرايا القدس تمكن من الانسحاب" واستشهد الاخر برصاص الاسرائيليين. ويعد الهجوم ايضا ضربة جديدة لمعنويات الجيش الاسرائيلي ولمقولة "الجيش الذي لا يقهر"، كما يعكس توجهاً جديداً لدى فصائل المقاومة بتركيز الهجمات ضد الجنود والمستوطنين داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، وهي هجمات لا تلقى ادانة دولية بالمقارنة مع الهجمات داخل اسرائيل.