اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق أن استشهاد أربعة من مقاتلي «كتائب الشهيد عز الدين القسام»، الذراع العسكرية للحركة، «رسالة بالدماء لمن ادّعى أن جنود المقاومة صاروا حراساً للاحتلال ويحافظون على أمنه»، فيما توعدت «سرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة «الجهاد الإسلامي»، بتنفيذ «عمليات نوعية». وقال أبو مرزوق إن «هؤلاء المجاهدين ارتقوا في الثلث الأخير من الليل وتركوا متاع الدنيا وسهروا مرابطين لمواجهة المعتدين، غير عابئين بالمشككين بثباتهم وللمتهمين حماس بأنها ابتعدت عن زناد المقاومة»، في إشارة إلى العملية التي أطلقت عليها «كتائب القسام» اسم «بوابة المجهول». وأضاف أبو مرزوق في تصريح نشره على صفحته على «فايسبوك»، أن دماء الشهداء «رسالة للمتمردين للكف عن العبث في مستقبل الوطن ومقاومته»، في إشارة إلى حركة «تمرد» الفلسطينية التي دعت الفلسطينيين إلى النزول إلى الشارع وإسقاط حكم «حماس» في 11 الشهر الجاري. وشدد على أن ما حصل «ليس استدعاء للعدوان بهدف تغيير البيئة السياسية خشية من المعارضة ومدعيها، بل هو اعتداء من عدو لا عهد له ولا ذمة، ورسالة لمن يسعى إلى عهود جديدة مع الأعداء»، في إشارة إلى الرئيس محمود عباس الذي يتفاوض مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاق سلام على قضايا الحل النهائي. من جهته، توعد الناطق باسم «سرايا القدس» الملقب «أبو أحمد» الاحتلال الإسرائيلي «بتكتيكات وعمليات نوعية في حال فكر بارتكاب أي حماقة أو عدوان في حق شعبنا الفلسطيني». ووصف في تصريح ما حدث في خان يونس بأنه «رد طبيعي على تجاوزات الاحتلال في حق قطاع غزة»، مشدداً على أن التهديدات التي يطلقها مسؤولون إسرائيليون «لن تثنينا عن مواصلة طريقنا في المقاومة ومواصلة عملنا واستعدادنا لأي مواجهة مقبلة». وأشار إلى أن «سرايا القدس» على «جاهزية كاملة ومستعدة لأي طارئ». إلى ذلك، واصل مقاتلون من «كتائب القسام» وطواقم من اللجنة الدولية للصليب الأحمر وجمعية الهلال الأحمر والدفاع المدني الأشغال العامة أمس الحفر والبحث عن جثث شهداء «كتائب القسام» الثلاثة على مسافة تبعد 250 متراً عن «الخط الأخضر» شرق مدينة خان يونس. جاء ذلك بعدما أجرى مسؤولون في اللجنة الدولية للصليب الأحمر اتصالات وتنسيقاً مسبقاً مع سلطات الاحتلال سمحت للفرق بالبحث والعمل على انتشال الجثامين. وكان ثلاثة شهداء من «كتائب القسام» سقطوا أثناء وجودهم في النفق الذي اكتشفته قوات الاحتلال قبل نحو أسبوعين، ويصل بين أراضي القطاع ومستوطنة «العين الثالثة» خلف «الخط الأخضر» الفاصل بين القطاع وإسرائيل. وقالت قوات الاحتلال إن طائرة إسرائيلية قصفت النفق أثناء وجودهم بداخله، وأن خمسة ضباط وجنود أصيبوا بجروح متفاوتة أثناء محاولة تفجير النفق. كما سقط شهيد رابع أثناء تصدي «كتائب القسام» لتوغل إسرائيلي شرق خان يونس، وتم تشييعه في وقت سابق. وقالت «كتائب القسام» أمس على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» إنها أطلقت اسم «بوابة المجهول» على عملية خان يونس. إلى ذلك، أصيب مستوطن بجروح طفيفة ليل الجمعة - السبت بعدما أطلقت قوة إسرائيلية النار تجاهه لاقترابه من حدود قطاع غزة وعدم انصياعه لأوامرها بالتوقف، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي. وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة «يديعوت أحرونوت» إلى أن الإسرائيلي أصيب بالرصاص في قدميه بجروح طفيفة. وكانت قوات الاحتلال حذرت سكان المستوطنات القريبة من الحدود مع غزة، عقب اكتشاف النفق، من مغبة تعرضهم إلى الخطف.