أعلن مجلس المديرين التنفيذيين في البنك الدولي تأييده الكامل لاقتراح تشكيل "هيئة الصندوق الدولي للاعمار" من أجل العراق الذي سيتم طرحه في مؤتمر المانحين المقرر أن يفتتح في مدريد في وقت لاحق اليوم ويستمر يومين. وخول رئيس البنك جيمس وولفنسون اعلان مساندة مالية لجهود الاعمار في حدود 3.5 بلايين دولار في خمس سنوات. وذكر مجلس المديرين التنفيذيين الذي يمثل مجلس المحافظين، أعلى هيئة في البنك الدولي، أن الغرض من الصندوق المقترح يتمثل في توفير تنسيق وآلية ائتمان لتمويل أعمال الاعمار والتنمية في العراق وفقا للأولويات المحددة في التقويم المشترك الذي أعدته الأممالمتحدة والبنك الدولي ونشر في وقت سابق من الشهر الجاري. وأفاد أن الهيئة المقترحة تتألف من صندوقي ائتمان مستقلين يدير البنك الدولي أحدهما وتدير الأممالمتحدة الآخر لكنه أشار في بيان مساء الثلثاء أن لجنة تنسيق وأمانة عامة ستعملان معاً على ضمان الانسجام في التوفيق بين الأولويات الوطنية للعراق ومصادر التمويل المتاحة عبر الصندوقين. وقال وولفنسون ان "الظروف الاستثنائية التي يمر بها العراق تحتم حشد الجهات المانحة خلف حلول مبتكرة تساعد على فتح الطريق الى عملية اعمار سريعة في العراق". وأضاف ان "وضع الأسسس لتشكيل الهيئة المقترحة تم بهذه الروح". وأوضح البنك الدولي أن الصندوق المقترح يستند الى المبادئ التي تحكم صناديق الائتمان الدولية المشابهة مثل الصناديق الخاصة بأفغانستان وتيمور الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة لكنه سيكون رديفاً لخيارات أخرى تتيح للمانحين المساهمة في اعمار العراق من ضمنها المساعدات التي يتم توجيهها مباشرة للجهات المنفذة. وخلص البنك الدولي وبرنامج التنمية التابع للأمم المتحدة في تقويمهما المشترك الى أن تمويل عملية اعادة اعمار في 14 قطاعاً حيوياً من القطاعات الاجتماعية والاقتصادية في العراق أهمها التعليم والمياه والكهرباء والمواصلات يتطلب نحو 36 بليون دولار في الفترة من سنة 2004 الى سنة 2007. وتشكل مهمة حشد التمويل المطلوب تحدياً كبيراً لمؤتمر مدريد سيما أن حجم الالتزامات الدولية التي تم اعلانها، أقله في ما يتعلق بسنة 2004، لا يزيد كثيراً على بليوني دولار الا أن صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون تفاءلهم بتحقيق الأهداف المالية لعملية الاعمار حتى عام 2007. وأرجعت الصحيفة تفاؤل مسؤولي البنتاغون الى تطلعهم الى مساهمات ضخمة، ببلايين الدولارت من الدول الخليجية. ونقلت عن أحد هؤلاء المسؤولين قوله أن ادارة الرئيس جورج بوش ستقاوم بشدة أي محاولة لنقل موضوع النقاش في مدريد من المساعدات المالية المطلوبة لعملية الاعمار الى تخفيف أعباء الديون عن العراق مشيرة الى أن عدداً من أعضاء الكونغرس والديبلوماسيين الأوروبيين ناقشوا فكرة مساعدة العراق من طريق منحه على وجه السرعة شروطا ميسرة لسداد ديونه الدولية. وأشار البنك الدولي في بيانه الى أن مجلس المديرين التنفيذيين منح ادارة البنك المزيد من المرونة في شأن مساهمته المقترحة في تمويل عملية الاعمار في العراق لكنه لم يكشف عن التفاصيل وان كان ذكر في وقت سابق أن هذه المساهمة ستشمل تقديم قروض بقيمة 500 مليون دولار سنويا في السنتين المقبلتين.