خيم على افتتاح قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادئ آيبك في بانكوك أمس، التجاذب بين الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء الماليزي مهاتير محمد. وبعدما أبلغ الرئيس الأميركي رئيس الوزراء الماليزي أن تصريحاته بشأن "هيمنة اليهود" على العالم "خاطئة وتزرع الفتنة"، عاد مهاتير إلى تحدي واشنطن برفضه تحويل القمة عن القضايا الاقتصادية التي يفترض أن تعالجها إلى قضايا أمنية وعسكرية أو سياسية تخرج عن إطار "آيبك". وانتهز الرئيس الأميركي اللقاءات الجانبية داخل القمة، لإبلاغ مهاتير شخصياً "إدانته" تصريحاته، مشيراً إلى أنها "تتعارض ومعتقداته". وقال الناطق باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إنها "ليست المرة الأولى التي يدلي فيها مهاتير بتصريحات غير لائقة وتعليقات مليئة بالحقد". مكافحة الإرهاب وعلى رغم أن القمة مخصصة للبحث في تحريك المفاوضات التجارية المتعددة الأطراف، فإن مسألة مكافحة الإرهاب هيمنت عليها، وتكرست في مسودة البيان الختامي للقمة. وجاء في المسودة التي سربت إلى الصحافة أمس، أن دول المنتدى "اتفقت على توحيد صفوفها من أجل القضاء على الجماعات الإرهابية العالمية التي تهدد اقتصاداتها والحض على تحقيق تقدم سريع في محادثات التجارة العالمية المتوقفة"، إضافة إلى "القضاء على الخطر الذي يمثل انتشار أسلحة الدمار الشامل". وتشكل بانكوك المحطة الأهم في جولة الرئيس الأميركي في آسيا التي قادته حتى الآن إلى اليابان والفيليبين. وسيتوجه بوش بعد ذلك إلى سنغافورة حيث سيقوم بتوقف قصير في بالي التي شهدت اعتداء نفذه متطرفون إسلاميون وأسفر عن مقتل أكثر من مئتي شخص العام الماضي. وينهي بوش جولته بزيارة أستراليا. مهاتير وفي غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء الماليزي من مخاطر تحول منتدى "آيبك" إلى تجمع أمني، في وقت تسعى الولاياتالمتحدة إلى دور عسكري أكبر في المنطقة. وجاء تحذيره بعد ساعات على إعلان الرئيس الأميركي أن تايلاند قد تصبح ثاني دولة في جنوب شرقي آسيا ترقى إلى وضع حليف واشنطن الرئيس من خارج حلف شمال الأطلسي بعد الفيليبين. وقال مهاتير أمام صحافيين ماليزيين إن "آيبك" تأسست كمنتدى تعاون اقتصادي، و"لا نوافق على تحويل القضايا الاقتصادية إلى قضايا أمنية وعسكرية أو سياسية تخرج عن إطارها. ومن دون تسمية الولاياتالمتحدة بالاسم، اعتبر مهاتير أن "هناك توجهاً لإدراج اهتمامات دول قوية على جدول أعمال آيبك". واعتبر أن على "آيبك التي تأسست عام 1989 كمنتدى لتعزيز التعاون الاقتصادي بين الدول المطلة على المحيط الهادئ، أن تحافظ على هدفها الأساس". وإضافة إلى ذلك، هاجم مهاتير الدول الغنية بسبب سعيها إلى استغلال الدول النامية من خلال صفقات تجارية غير عادلة. وقال لرجال أعمال على هامش القمة إن محادثات تجارية دولية انهارت الشهر الماضي، بسبب انحياز جدول الأعمال إلى جانب الدول الغربية الغنية. وأضاف: "نحن على استعداد لأن نُسْتَغَلَّ لكن لا من بد أن نُسْتَغَلَّ بالعدل". شكر لشيراك وكان مهاتير عبر في حديث لصحف ماليزية عن شكره للرئيس الفرنسي جاك شيراك على تفهم الأخير خطابه الذي قال فيه إن "اليهود يديرون اليوم العالم بالوكالة". وكان شيراك أكد في رسالة وجهها إلى رئيس الوزراء الماليزي أن هذا التصريح "لا يمكن أن يقابل بغير الإدانة من كل الذين ما زالت المحرقة حاضرة في ذاكرتهم"، لكنه أكد في الوقت نفسه أنه لاحظ "باهتمام" أن مهاتير دان في كلمته العمليات الانتحارية ضد إسرائيل. وقال مهاتير في حديث لصحيفة "نيو ستريتس تايمز": "اعتقد بأن الرئيس شيراك يتفهم أكثر من الآخرين. من يقرأ خطابي كاملاً يفهم ما قلته". وأضاف: "لا أستطيع فهمهم الأوروبيين وأشعر بالارتياح لأن شيراك على الأقل فهم ما قلت وأريد أن أشكره علناً". وفي الوقت نفسه، أخذت الأوساط الإسرائيلية على شيراك طلبه عدم إدانة تصريحات مهاتير في محضر أعمال القمة الأوروبية في بروكسيل يوم الجمعة الماضي. وفي المقابل، نددت "الرابطة الدولية المناهضة للعنصرية والعداء للسامية" بمبالغة بعض الصحف الإسرائيلية في التهجم على شيراك.