أطلق الأمين العام لحزب "المؤتمر الشعبي السوداني" المعارض الدكتور حسن الترابي أمس دعوة الى الاجماع الوطني والوفاق والوحدة بين القوى السياسية وكسر طوق الحزبية والانفتاح على الشعب والغاء حال الطوارئ. وقرر ارسال وفد الى محادثات السلام الجارية في كينيا لعرض اقتراحات لمعالجة القضايا الخلافية، وانتقد نائبه السابق النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه. وقال الترابي في أول اجتماع لمكتب حزبه القيادي بعد خروجه من المعتقل حضره صحافيون في مقر الحزب أمس، ان أولوياته في المرحلة المقبلة تحقيق اجماع وطني وثم تنظيم حزبه والانفتاح على الشعب وتكثيف نشاطه بعد زوال حظر حزبه وانتقاء العمل السري واستغلال حال الانفراج قبل أن تنقلب عليها الحكومة مرة أخرى كما فعلت مع الصحافة. وأكد الترابي ان حزبه لن يفكر في تشكيل خلايا عسكرية أو احداث انقلاب كما فعل في 30 حزيران يونيو عام 1998 الذي حمل الرئيس عمر البشير الى السلطة، وأنه يعطي الأولوية للوفاق والوحدة بين القوى السياسية. ورأى ان ذلك لا يعني الاندماج بل الاجماع على أسس مشتركة تجمع عليها القوى السياسية، مشيراً الى أن ذلك لن يكتمل الا بالحرية والطوعة. وذكر الترابي ان حزبه سينفتح على الجميع وسيتحاور مع كل القوى حتى "أهل الباطل" ويجادلهم حجة بحجة، وان أول اجتماع لمجلس شورى حزبه سيناقش مشروع الاجماع الوطني، وسينزل الى الشعب في كل أطراف البلاد وليس مدنها فحسب، وسيكون ديموقراطياً بعدما انفتح السوق السياسي، لافتاً الى أن عدداً كبيراً من السودانيين مستقلون وغير منتمين الى احزاب. وأعلن ان حزبه قرر ارسال وفد يقوده نائبه الدكتور علي الحاج ومساعده محمد الأمين خليفة الى كينيا لطرح آراء واقتراحات لمعالجة قضايا اقتسام السلطة والثروة ووضع العاصمة التشريعية، موضحاً انهما قادا في وقت سابق وفوداً حكومية الى المحادثات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" ومعروفان لدى الوسطاء اكثر من بعض اعضاء الوفد الحكومي الحالي الذي يفاوض "الحركة". وتابع ان وزير الخارجية الاميركي كولن باول سيمارس ضغوطاً على طرفي التفاوض من أجل مصالح اميركية. وقال ان الولاياتالمتحدة لا تريد السيطرة على السودان وافريقيا وانما على العالم كما سيطرت على الأممالمتحدة التي "صارت ديكتاتورية". وانتقد نائبه السابق في الجبهة الاسلامية والحزب الحاكم علي عثمان محمد طه، وقال انه سعى خلال زيارته الى مصر واثيوبيا أخيراً الى استرضائهما "ولكنهما لن يرضيا عنه".