توفي الرئيس البوسني السابق علي عزت بيغوفيتش عن 78 عاماً، في مستشفى ساراييفو المركزي الذي دخله في السادس من ايلول سبتمبر الماضي، نتيجة اصابته بحال إغماء ادت الى سقوطه أرضاً وكسور في اربعة من ضلوعه. وكان تدهور حال بيغوفيتش استدعى نقله الى قسم العناية الفائقة في المستشفى منذ عشرة ايام، نتيجة ضعف في اداء القلب ونزيف دموي في الرئتين، ما ادى الى وفاته في الساعة 25.2 من بعد ظهر امس بتوقيت البوسنة .2512 ظهراً بتوقيت غرينيتش. وأعلن نبأ الوفاة رسمياً سليمان تيهيتش العضو المسلم في الرئاسة البوسنية الذي نعى الزعيم البوسني الراحل، وأبلغ الصحافيين ان مشاورات تجرى مع عائلته في شأن مراسم الجنازة. وكان آخر زعيم اجنبي زار بيغوفيتش السبت، اي قبل يوم من وفاته هو رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي جاء الى ساراييفو خصيصاً لتفقد حاله الصحية. وحفلت حياة الزعيم البوسني الراحل بالنضال في سبيل بلاده. وولد عام 1925 في مدينة شاماتس شمال شرقي البوسنة، لعائلة مرموقة منذ العهد العثماني. وانتقل في مطلع شبابه، مع نهاية الحرب العالمية الثانية، الى العاصمة ساراييفو بهدف الدراسة. والتزم النهج الديني لدى انتسابه عام 1946 الى تنظيم "الشبان المسلمين" السري. ودخل في صراع مع النظام الشيوعي القائم آنذاك، ما ادى الى اعتقاله وسجنه ثلاث سنوات. وبعد خروجه من السجن، في اوائل الخمسينات من القرن الماضي، اتجه الى الكتابة ونشر المقالات التي تعبر عن آرائه في الصحف المحلية والأجنبية، بأسماء مستعارة. واعتقل مرة اخرى عام 1983، بتهمة تزعم "جماعة اسلامية تسعى الى تغيير النظام الدستوري من خلال بث الفرقة والبغضاء بين الشعوب اليوغوسلافية". وحكم عليه بالسجن 14 عاماً. وأطلق سراحه عام 1988 نتيجة عفو عام. وفي 1990، اسس "حزب العمل الديموقراطي - الإسلامي" الذي سرعان ما تحول الى حركة جماهيرية للمسلمين البوسنيين، وانتخب في ايار 1990 عضواً في هيئة الرئاسة البوسنية التي اصبح رئيساً لها اواخر 1991 لمدة عام بحسب الترتيب الدوري بين المسلمين والصرب والكروات. إلا انه بقي في المنصب الى عام 1996 بسبب ظروف الحرب وإبرام اتفاق دايتون للسلام. وانتخب بعد ذلك عضواً في هيئة الرئاسة مرتين، واضطر للاستقالة عام 0022 بسبب الضغوط الدولية التي تعرض لها، لمواقفه الدينية المحافظة ولاعتباره احد "زعماء الحرب"، لكنه بقي رئيساً رمزياً لحزبه الذي خلفه تيهيتش في رئاسته. ومنذ ثلاث سنوات زادت معاناته من مرض القلب، ما جعله يخضع لجراحة في المملكة العربية السعودية. وعلى رغم تحسن صحته، فإن نوبات ظلت تنتابه وتسبب له حالات إغماء. وألف بيغوفيتش كتباً عدة، من بينها: "البيان الإسلامي" و"الإسلام بين الشرق والغرب" كما له ابن بكر وابنة سابينا.