في عملية أمنية لا يزال بعض تفاصيلها قيد الكتمان، نجحت عناصر تابعة لاستخبارات الجيش اللبناني في الجنوب في القبض على المدعو معمر العوامة، الملقب ب"ابن الشهيد"، وهو يمني الجنسية، لحظة اقترابه من حاجز للجيش يقع عند مدخل مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين. راجع ص7 وبالقبض على "ابن الشهيد" تكون الاجهزة الامنية نجحت في وضع اليد على حلقة اساسية تتعلق بشبكة تفجير يحاكم حالياً معظم افرادها امام القضاء العسكري اللبناني، وبينهم اللبناني محمد العلي الملقب ب"أبو الدشم" الذي كان أدلى باعترافات أولية جاء فيها ان العوامة، وهو من الافغان العرب المؤيدين لأسامة بن لادن زعيم تنظيم "القاعدة"، يعتبر الرأس المدبر لعمليات التفجير التي نفذت هجمات ضد مصالح اميركية في لبنان، خصوصاً المطاعم التي تقدم الوجبات السريعة ماكدونالدز، اضافة الى اعترافه بأن الشبكة كانت تتحضر لاطلاق صاروخ على مبنى السفارة الاميركية في عوكر المتن الشمالي. ونقل "ابن الشهيد" فور اعتقاله الى ثكنة محمد زغيب في صيدا، ومن ثم الى مبنى وزارة الدفاع الوطني في اليرزة حيث يخضع الآن الى تحقيق امني تمهيداً لتسليمه الى القضاء العسكري. وقالت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان العوامة كان بدأ يفكر بمغادرة لبنان الى جهة مجهولة ربما تكون بغداد. وبالتزامن مع اعتقال "ابن الشهيد"، تسلمت الاجهزة الامنية اللبنانية الفلسطيني جمال الشريدي المحكوم غيابياً امام القضاء العسكري بتهم عدة تراوح بين مقاومة رجال الامن وإلقاء عبوات بهدف الاخلال بالأمن. وعلمت "الحياة" من مصادر فلسطينية ان لا علاقة اطلاقاً لتسليم الشريدي الى القضاء اللبناني من خلال قيادة الجيش اللبناني في الجنوب باعتقال العوامة. وأشارت المصادر عينها الى ان الشريدي استسلم لها بملء ارادته وان لا صلة بين ملفه الامني والقضائي وبين الملف العائد ل"ابن الشهيد". وكشفت المصادر نفسها ان تسليم الشريدي تم على يد إمام مسجد القدس في صيدا الشيخ ماهر حمود وبمبادرة منه، وان مرافقي الشيخ حمود تولوا نقله بسيارته الخاصة من مخيم عين الحلوة الى ثكنة محمد زغيب وان عملية التسليم جرت عصر الاربعاء الماضي. واستبعدت المصادر ان يكون للشريدي ارتباط مباشر بالمجموعات الفلسطينية المتشددة. وقالت انه حوكم غيابياً بتهم عدة، على رغم ان وضعه الصحي لا يسمح له القيام بأي عمل عسكري وانه يحمل تقارير طبية تؤكد هذه المعلومات. وأضافت ان تسليمه يأتي في سياق المبادرة التي سبق للشيخ حمود ان قام بها بالتعاون مع الفاعليات الصيداوية وقادة الاجهزة الامنية وأدت الى تسليم عدد من المطلوبين الفلسطينيين افرج عن بعضهم لعدم توافر الأدلة ضدهم في حوادث مخلة بالأمن.