أعلن الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ان الموقف الامني في العراق لا يزال شديد الخطورة الى درجة لا يمكن اعادة موظفي المنظمة الدولية، في حين استقبلت الهند بتحفظ قرار مجلس الامن الجديد لتشكيل قوة متعددة الجنسية واكدت سيول انها سترسل المزيد من القوات الى العراق. وقال فريد ايكهارد الناطق باسم انان الجمعة ان الامين العام يعتقد بأن "الموقف الامني في العراق ما زال شديد الخطورة ولا يمكن معه اعادة الموظفين على رغم الدعوات لان تلعب الاممالمتحدة دورا سياسيا". واضاف: "الموقف الامني لا يسمح لنا بإرسال اي موظفين اضافيين الى العراق". وذكر ان انان سيقوم بمهماته بموجب القرار "واضعاً في اعتباره مسؤوليته الخاصة عن أمن موظفيه". وأبدت الهند التي تتعرض لضغط اميركي لارسال قوات الى العراق رد فعل متباينا ازاء قرار الاممالمتحدة الجديد لأنه لم يكن محددا بصورة كافية في وضع جدول زمني لاعادة السيادة للعراقيين. ولم يقل الناطق باسم وزارة الخارجية ما اذا كان القرار الجديد الذي وافق عليه مجلس الامن بالاجماع الخميس سيكون كافيا لتراجع الهند عن رفضها السابق لارسال فرقة عسكرية تطلبها واشنطن. وقال: "سيتخذ اي قرار او قرارات مستقبلية في هذا الصدد مع الاخذ في الاعتبار حقائق الوضع على الارض ومسؤولياتنا الدولية والاحتياجات الداخلية ومصادر القلق الامني". واكدت الهند انها لا تستطيع الاستغناء عن قوات لارسالها الى العراق فيما يزداد العنف في اقليم كشمير وهو ما وصف بأنه اشارة ديبلوماسية الى ممارسة ضغط على واشنطن لاجبار باكستان على العمل ضد الانفصاليين الذين يتدفقون عبر حدود الاقليم. واشار الناطق الى ان الهند على استعداد للمساهمة بمساعدات غير عسكرية في اعادة اعمار العراق وستشارك في اجتماع الدول المانحة المقرر عقده في مدريد هذا الشهر. وفي سيول، اعلن الناطق باسم الحكومة امس ان كوريا الجنوبية قررت ارسال قوات اضافية الى العراق تضم وحدات مقاتلة. وأضاف يون تاي - يونغ ان سيول "قررت ارسال قوات اضافية الى العراق للمساهمة في الجهود الدولية لاحلال السلام واعادة الاعمار". واوضح الناطق ان الحكومة اخذت في الاعتبار المصلحة الوطنية وعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة واعتماد مجلس الامن الخميس قرارا يسمح بارسال قوة متعددة الجنسية الى العراق. وقال ان عديد هذه القوات وتشكيلتها، فضلا عن موعد انتشارها، سيتم تحديدها بعد مشاورات مع الولاياتالمتحدة. وكانت واشنطن طلبت من كوريا الجنوبية ارسال نحو خمسة الاف جندي، على ما تفيد وسائل الاعلام المحلية. واثار هذا الطلب احتجاجات في صفوف المعارضة على التدخل الاميركي في العراق. وارسلت كوريا الجنوبية في ايار مايو الى العراق 675 موظفا عسكريا من غير المقاتلين بينهم مهندسون واطباء. وقال الناطق ان "الحكومة قررت ايضا توفير مساعدة قدرها 200 مليون دولار للعراق في السنوات الاربع المقبلة" تضاف الى مبلغ 60 مليون دولار سبق لسيول ان منحته هذه السنة. واتخذ القرار خلال اجتماع طارئ لمجلس الامن القومي برئاسة الرئيس الكوري الجنوبي روه مو - هيون الذي يلتقي الرئيس الاميركي جورج بوش في بانكوك الاسبوع المقبل في اطار قمة اقليمية.غير ان أكثر نقابات العمال تشددا في البلاد نددت بالقرار قائلة انه على الحكومة عدم الموافقة على نشر قوات مقاتلة. وأعلن اتحاد نقابات العمال الكورية في بيان "انه عمل اجرامي ضد السلام وانضمام الى الحرب العدوانية التي تشنها الولاياتالمتحدة"، واضاف: "سيكون اتحاد نقابات العمال الكورية في طليعة حملة في انحاء البلاد لعرقلة نشر قوات".