ردّت بيونغيانغ على تشديد سيول العقوبات عليها، مطلقةً صاروخين باليستيَّين قصيري المدى، كما تعهدت تصفية الأصول المتبقية لشركات كورية جنوبية على أراضيها. وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية أن بيونغيانغ أطلقت صاروخين، اجتاز كل منهما مسافة 500 كيلومتر قبل أن يسقط في بحر اليابان قبالة مرفأ وونسان الكوري الشمالي. واعتبرت وزارة الخارجية الكورية الجنوبية أن إطلاق الصاروخين ينتهك مجدداً قرارات مجلس الأمن، مشيرة إلى أنها ستحيل الأمر على لجنة العقوبات في المجلس، المكلفة تنفيذ القرارات. وأفادت وكالة «كيودو» اليابانية للأنباء بأن طوكيو احتجّت لدى بيونغيانغ، من خلال سفارة كوريا الشمالية في بكين. وأعلن ناطق باسم الحكومة اليابانية أن بلاده تبقى متيقظة ومستعدة لكل الظروف، مشيراً الى انها تواصل التعاون عن كثب مع دول مثل الولاياتالمتحدةوكوريا الجنوبية، وتحض كوريا الشمالية على الامتناع عن الأعمال الاستفزازية. ووصف ناطق باسم الخارجية الصينية الوضع في شبه الجزيرة الكورية بأنه «معقد وحساس»، ودعا «جميع الأطراف» الى «الكفّ عن الأقوال والأفعال الاستفزازية، لتجنّب تصعيد التوتر». وكانت كوريا الشمالية أطلقت الأسبوع الماضي ستة صواريخ قصيرة المدى قبالة سواحلها الشرقية، رداً على تشديد مجلس الأمن العقوبات المفروضة عليها، إثر تفجيرها «قنبلة هيدروجينية» وإطلاقها صاروخاً باليستياً. في الوقت ذاته، أعلنت سيول تصفية أصول لسيول في مشروعين مشتركين، هما منتجع «كومغانغ» السياحي ومجمّع «كايسونغ» الصناعي المشترك. ووَرَدَ في بيان أصدرته «لجنة إعادة توحيد كوريا سلمياً» في بيونغيانغ: «نظراً الى ان القوات الكورية الجنوبية المعادية أغلقت في شكل أحادي نشاطاتها في جبل كومغانغ ومجمّع كايسونغ الصناعي، سنصفّي في شكل كامل كل الأصول المملوكة للشركات الكورية الجنوبية والمؤسسات التابعة لها والتي تركتها لدينا». وأضاف البيان: «نعلن إلغاء كل الاتفاقات المُبرمة بين كوريا الشمالية والجنوبية، في ما يتعلّق بالتعاون الاقتصادي وبرامج التبادل». وكانت بيونغيانغ جمّدت قبل شهر الأصول الكورية الجنوبية في «كايسونغ»، بعدما قررت سيول تجميد نشاطات شركاتها في المجمّع، وفرضت عقوبات على الدولة الستالينية اثر إطلاقها صاروخاً باليستياً. وتعمل في «كايسونغ» 124 شركة كورية جنوبية، توظّف 53 الف كوري شمالي. ويشكّل المجمّع مصدراً أساسياً للعملات الأجنبية للنظام الكوري الشمالي. أما منتجع «كومغانغ» الجبلي فشيّدته شركة «هيونداي اسان» الكورية الجنوبية، وكان أول مشروع ضخم مشترك بين البلدين. واستقبل المنتجع آلافاً من السياح الكوريين الجنوبيين بين عامَي 1998 و2008، حين منعت سيول رعاياها من الذهاب اليه، إثر مقتل سائحة كورية جنوبية برصاص جندي كوري شمالي، بعدما دخلت خطأً منطقة عسكرية محظورة قريبة منه. وعام 2011 أنهت بيونغيانغ اتفاق التعاون المُبرم مع «هيونداي اسان»، وصادرت كل الموجودات الكورية الجنوبية فيه. وعلى رغم التوتر مع بيونغيانغ والعقوبات المفروضة عليها، أعلن مسؤول في الحكومة الكورية الجنوبية أن بلاده تناقش السماح بإرسال شحنة أدوية للسلّ إلى كوريا الشمالية. وكانت «منظمة الصحة العالمية» أعلنت أن 20 من بين كل ألف كوري شمالي، توفوا بالسلّ عام 2014، ما يعادل خمسة أمثال المعدل في كوريا الجنوبية. وأعلن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قبل يومين أن بلاده نجحت في تصغير رؤوس نووية يمكن تركيبها على صواريخ باليستية. لكنّ ناطقاً باسم الخارجية الاميركية وصف كيم بأنه «ديكتاتور شاب»، واتهمه باستخدام «لغة استفزازية». وحمّل الناطق كيم مسؤولية «انتهاكات» متكررة للقانون الدولي، معتبراً أن عليه أن «يعير الشعب الكوري الشمالي مزيداً من الاهتمام ويشمله برعايته، أكثر من السعي وراء مثل هذه القدرات المتهورة». الى ذلك، أعلن الجيش الاميركي نشر ثلاث قاذفات شبح بعيدة المدى من طراز «بي-2»، لتنفيذ مناورات في منطقة الهند - آسيا - المحيط الهادئ.