أمر الرئيس اليمني علي عبدالله صالح بالتحقيق في فتوى نسبت إلى رئيس مجلس الشورى في "التجمع اليمني للإصلاح" الشيخ عبدالمجيد الزنداني بتكفير الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النواب السابق، عضو اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي الذي عاد أخيراً إلى اليمن بعد 9 سنوات قضاها في الإمارات العربية المتحدة. وأكدت مصادر مطلعة ل"الحياة" أن علي صالح أمر النيابة العامة بالتحقيق في الفتوى التي نسبت إلى الزنداني أثناء محاضرة له أمام طلاب جامعة الايمان التي يديرها في صنعاء بناء على شكوى كان الحزب الاشتراكي تقدم بها، وتضمنت مخاوفه من عواقب مثل هذه الفتاوى التكفيرية التي يتبناها جناح متشدد في "الإصلاح". وأصدر الزنداني بياناً الأسبوع الماضي بعد لقاء عقده في جامعة الايمان مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك المعارضة المتحالفة، وبينها قيادات من "الإصلاح" و"الاشتراكي" لبحث هذه المسألة، نفى فيه بشكل قاطع صدور مثل هذه الفتوى. وقال إنها إشاعة كاذبة وغير صحيحة. إلا أن مصادر في أحزاب المعارضة حضرت اللقاء أكدت أنه لم ينف الفتوى التي أطلقها عام 1993 على خلفية ما كان يردده الدكتور نعمان حين كان رئيساً لمجلس النواب من أن "الحكم للقاعة"، يقصد قاعة البرلمان، في القضايا التي كان المجلس يناقشها، وهذا يناقض القرآن الكريم. وان الزنداني قال لوفد أحزاب المعارضة انه لم يسمع بأن الدكتور نعمان أعلن توبته حينها، غير أن نقاشاً حاداً وعاصفاً بين الجانبين أفضى إلى اتفاق على تكذيب صدور الفتوى أخيراً كحل سياسي لمنع انهيار التحالف القائم. وأضافت هذه المصادر ان الاشتراكي، الذي نفى علمه أمس بصدور توجيهات للرئيس صالح بالتحقيق في الفتوى، لم يقتنع بما تم الاتفاق عليه، وأن مخاوفه من عواقب مثل هذه الفتاوى تعززت، خصوصاً أنه لا يزال يعارض اجراءات محاكمة قاتل أمينه العام المساعد جارالله عمر المدعو علي أحمد جارالله الذي كان طالباً في جامعة الايمان وعضواً في "الإصلاح" وخطيباً متطرفاً في المساجد، ويعتبرها غير قانونية، وان المحاكمة لم تطاول الأشخاص والأطراف المتورطة في اغتيال جارالله عمر والتخطيط والتمويل للجريمة. وقالت ل"الحياة" مصادر في تجمع الإصلاح إن الزنداني سُئل أخيراً في محاضرة له في جامعة الايمان عن ترحيب الإصلاح عبر صحيفة "الصحوة" بعودة ياسين سعيد نعمان بعد غياب 9 سنوات على رغم مخالفته أحكام القرآن أثناء رئاسته مجلس النواب وإصراره على أن "الحكم للقاعة" وعدم توبته، فرد الزنداني "أن الصحيفة تشلشل لأشخاص لم تتأكد من توبتهم". وأشارت هذه المصادر - التي طلبت عدم ذكر اسمها - إلى أن ثمة رغبة لدى "الإصلاح" في أن يتخلى الزنداني عن العمل السياسي ويتفرغ للجانب الديني، باعتباره من أبرز علماء اليمن.