تواجه العلاقة القائمة بين الحزب الاشتراكي اليمني والتجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض أزمة جديدة قد تنسف التحالف القائم بينهما في إطار اللقاء المشترك لأحزاب المعارضة في اليمن. إذ تناقلت أوساط سياسية وإعلامية أخيراً أنباء عن "فتوى" أصدرها جناح متشدد في "الإصلاح" بتكفير الدكتور ياسين سعيد نعمان رئيس مجلس النواب السابق عضو اللجنة المركزية للاشتراكي الذي عاد أخيراً إلى اليمن بعد نزوحه إلى دولة الإمارات منذ نهاية الحرب الانفصالية عام 1994. واستندت الفتوى إلى مقال كتبه نعمان في صحيفة "الثوري" الناطقة باسم "الاشتراكي" عن حرية المرأة وحقوقها، مطلع أيلول سبتمبر الماضي. وكانت أوساط في الحزب الاشتراكي وأحزاب المعارضة تحدثت عن فتوى بهذا الشأن أصدرها الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس مجلس شورى "الإصلاح" رئيس جامعة الايمان، أو مجموعة من أتباعه المنتمين إلى جامعة الايمان المحسوبة على "الإصلاح". وأصدر الاشتراكي بياناً أمس قال فيه إنه فوجئ بمعلومات تفيد بتكفير أحد قادته البارزين الدكتور نعمان من جانب اتجاه سياسي تكفيري قام بتكفيره بعدما التقى هذا الاتجاه وأجرى مناقشات بشأن ذلك خلال الأيام القليلة الماضية في أحد المراكز العلمية الدينية في صنعاء، وأشارت إليها معلومات نشرها موقع "الصحوة نت" في خدمته الاخبارية الأحد الماضي. وفيما دان البيان هذا "التفكير العقيم واستمرار نهج التكفير والاغتيالات السياسية ونزعات العنف والإرهاب الفكري والسياسي والتمييز الذي لا يقبل بحرية الرأي"، نفى الشيخ الزنداني ما وصفه ب"مزاعم وأخبار تروّج" عن "تكفيره" للدكتور نعمان. وقال الزنداني مخاطباً وفداً من أحزاب اللقاء المشترك المعارضة التقاه أمس للتأكد من صحة هذه الرواية: "إن ما روج على لساني من أني كفّرت الأخ الدكتور ياسين سعيد نعمان كذب وغير صحيح". وبث موقع "الصحوة نت" خبراً عن اللقاء بين وفد أحزاب المعارضة والزنداني، وقال إن البحث تناول تعزيز التعاون بين هذه الأحزاب و"الانتباه إلى ما يدبر من مكائد تهدف إلى الاساءة لتجربة العمل السياسي المعارض ومحاولات اجهاض تجربة اللقاء المشترك من خلال نشر الاشاعات والاساءة إلى الشخصيات العاملة على الساحة السياسية". وكان بيان الأمانة العامة ل"الاشتراكي" طالب السلطة بتحمل مسؤولياتها القانونية لجهة ما يجري من "تكفير" لقيادته وكوادره، وبالعمل على إزالة كل ما له صلة ب"ثقافة التكفير ونهجه وما ترتب عليه من سياسات واجراءات وتعبئة خاطئة". ويبدو أن "الاشتراكي" لم يقتنع بتأكيدات الشيخ الزنداني، اذ ان بيانه جاء بعد اللقاء مع الأخير واستمر في اتهامه "الطرف التكفيري" في حزب "الاصلاح" ب"دور تحريضي واصدار فتوى تكفيرية ضد قياداته وزعمائه البارزين"، وكان من نتائجها اغتيال السيد جار الله عمر الأمين العام المساعد. وجاء الموقف الأول من الأنباء عن تكفير نعمان من أعضاء اللجنة المكلفة متابعة قضية اغتيال جار الله عمر. الى ذلك، أكدت مصادر أمنية رفيعة المستوى ل"الحياة" في صنعاء أمس ان أجهزة الأمن تمكنت يوم الجمعة الماضي من القبض على ما تعتقده آخر الخلايا الخطيرة والمنظمة لتنظيم "القاعدة" في اليمن. وقالت ان هذه الخلية مكونة من 5 أشخاص هم بقية خلاياها بعد العشرة الذين اعتقلوا الاسبوع الماضي وبينهم سوريان. وأوضحت المصادر ان هذه الخلية كانت تخطط لعمليات ارهابية ضد مصالح غربية في اليمن، وأنه عثر بحوزتها على مخطط يتضمن شرحاً لكيفية تجهيز واستخدام الأسلحة والمتفجرات وأشرطة ووثائق لتحويلات مالية ارسلت عبر أحد البنوك التجارية في دولة عربية افريقية. وأكدت المصادر ان عملية القبض على هذه الخلية تمت بموجب معلومات تلقتها السلطات اليمنية من السلطات السعودية بموجب اتفاق التعاون الأمني بين البلدين.