حضّ الأمين العام للهيئة العليا للسياحة في السعودية الأمير سلطان بن سلمان على تحقيق خطوات متسارعة نحو التكامل والعمل الجماعي المشترك في إطار منظومة العمل السياحي العربي، مؤكداً أهمية إقامة مشاريع التعاون المشترك في قطاع السياحة والترويج المشترك لجذب السياح من المقاصد السياحية المنافسة. ودعا في الملتقى العربي الدولي للسياحة والسفر الذي افتتح أعماله في بيروت أمس الى التنسيق بين وسائل الإعلام في الدول العربية لتصحيح المفاهيم المغلوطة عن مجتمعاتها والأوضاع الأمنية فيها وإبراز حرصها على سلامة المقيمين والسياح. وأشار الى تبني الحكومة السعودية تنمية صناعة السياحة وتطويرها باعتبارها خياراً استراتيجياً ضمن برنامج الهيكلة الاقتصادية وذلك لتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني. وقال ان مساهمة السياحة السعودية في الاقتصاد الوطني تقدر بنسبة 8،8 في المئة من اجمالي الناتج المحلي، مشيراً الى ان عدد الرحلات السياحية بلغ نحو 1،65 مليون رحلة سنوياً. وتوقع ان يسهم هذا القطاع في توفير ما بين 5،1 و3،2 مليون فرصة عمل سنة 2020، وان يصل عدد الرحلات الى 141 مليون رحلة سنوياً. وتناول الأمير سلطان المرحلة الحالية من مشروع تنمية السياحة الوطنية، لافتاً الى انها تتضمن خطوات تنفيذية لتطوير المنتوجات السياحية واطلاق الكثير من مبادرات الشراكة مع القطاع الخاص لتشجيع الاستثمار في القطاع السياحي. وأجمع المتحدثون في افتتاح الملتقى الذي تنظمه مجموعة "الاقتصاد والأعمال" والذي رعاه رئيس الجمهورية اللبناني ممثلاً بوزير السياحة علي عبدالله على تحقيق التكامل السياحي العربي وأهمية الترويج لدول المنطقة العربية عبر الفضائيات. وقال عبدالله ان التسويق السياحي والصناعة السياحية لا يكونان إلا من خلال المنظور الإنساني، وإلا لما استمرت السياحة في لبنان وصارت جزءاً من حياتنا الوطنية. ودعا ممثل الجامعة العربية عبدالرحمن الصلح الى بناء منظومة سياحية عربية متكاملة ومستدامة تؤمن للمنطقة العربية انتعاشاً اقتصادياً دائماً. وشدد على أن تكون دراسة الواقع السياحي وامكانات السياحة العربية من الاولويات لوضع أسس لتكامل عربي في هذا القطاع ووضع خريطة جغرافية للسياحة في المنطقة العربية. وشدد على الدور المهم للفضائيات العربية للترويج للسياحة العربية. وقال رئيس الاتحاد العربي للفنادق والسياحة عثمان عائدي ان آفاق السياحة تتطلب استثمارات وفرص عمل، ما يستلزم وجود تشريعات واضحة وقضاء عادل وسريع، إذ لا يمكن المستثمر أن يأتي من دون ضمانات. وأضاف ان السياحة البينية العربية تشكل 48 في المئة من اجمالي السياحة العالمية. وأشاد رئيس اتحاد النقابات السياحية في لبنان بيار الأشقر بالخطة السياحية التي وضعتها السعودية، معتبراً أنها انجاز كبير سيبصر النور بعد شهور قليلة. ودعا الى انشاء شركات مالية للاستثمار في القطاع السياحي والفندقي في المنطقة العربية والانطلاق بعدها الى العالم. وقال المدير العام للمجموعة رؤوف أبو زكي ان الأضواء سلطت على أهمية السياحة البينية العربية بعد المضايقات التي واجهت المسافرين العرب في بعض المقاصد الغربية بسبب تداعيات أحداث 11 أيلول سبتمبر، مشيراً الى انها سجلت نمواً متواضعاً في العامين الماضيين. ويواكب الملتقى معرض تشارك فيه دول عربية وأوروبية وشركات طيران وفنادق، ويختتم أعماله اليوم.