تسببت عملية انتحارية استهدفت فندق بغداد، وسط العاصمة العراقية، في مقتل ما لا يقل عن سبعة عراقيين وعشرات من الجرحى، كان من بينهم موفق الربيعي عضو مجلس الحكم الذي اصيب بجروح طفيفة، فيما كانت اصابات جرحى آخرين على درجة من الخطورة. ويقول أحد ضباط الشرطة العراقية المكلفة بحراسة الفندق الذي يضم بين نزلائه الثابتين بعض اعضاء مجلس الحكم ومستشارين وخبراء اميركيين، ان سيارة من نوع "بروتون" اقتربت من مبنى الفندق المحاط بحواجز اسمنتية بسرعة شديدة، واطلق عليها حراس الفندق النار، لكنها انفجرت في الحال واتضح انها تحمل اربعمئة كيلوغرام من مادة ال"تي ان تي" الشديدة الانفجار. وقال أحد حراس الفندق ان السيارة كان يقودها رجل ملتح يبدو عليه انه غير عراقي. وتناثرت جثث الضحايا في موقع الحادث ونقل الجرحى الى المستشفيات القريبة لاسعافهم، ولم تعلن أي جهة بعد مسؤوليتها عن الانفجار، لكن "حركات مقاومة" مجهولة كانت قد هددت في وقت سابق بتفجير الفندق المذكور واتهمته بأنه يؤوي عناصر من الاستخبارات الاميركية و"الموساد" الاسرائيلي. وفي تطور منفصل، انفجرت عبوة ناسفة في شارع حيفا قرب جسر باب المعظم في جانب الكرخ في بغداد. وذكر شهود ان الانفجار اصاب أربعة مواطنين مدنيين وألحق أضراراً بعدد من السيارات. وقال أحد الشهود ان العبوة كانت مزروعة تحت عمود للكهرباء على جانب الطريق. ومن بين المصابين مدير دائرة أوقاف القاصرين الذي كان ماراً بسيارته لحظة انفجار العبوة. وفي مدينة كربلاء التي توافد اليها أول من أمس مليون زائر لأداء مراسم الزيارة الشعبانية التي تصادف ولادة الإمام المهدي اكتشفت شرطة المدينة أربع محاولات تخريب. وقال مدير شرطة كربلاء العميد عباسي فاضل انه تم حجز سيارة تحمل اجهزة تفجير في مفرق ناحية الحسينية 10 كلم غرب كربلاء، واخرى مفخخة قرب الطريق المؤدي الى ناحية الحر 30 كلم جنوبالمدينة، وسيارة مفخخة ثالثة على طريق كربلاء - الحيدرية جنوباً، والرابعة داخل كربلاء نفسها. وقتل ضابط واصيب عدد من افراد الشرطة بجروح جراء عمليات المواجهة بين الشرطة والمسلحين. وأضاف مدير الشرطة انه تم إلقاء القبض على اكثر من 250 مشتبهاً بهم وبوشر التحقيق معهم. وأوضح ان اكثر من 20 منهم اعترفوا بقيامهم بأعمال تخريبية، وقالوا انهم ارادوا تفجير السيارات في الأماكن المكتظة بالزائرين بهدف ايقاع خسائر كبيرة تهز الثقة بالدولة واجهزتها وتسبب حالاً من عدم الاستقرار. وفي تكريت، قال اللفتنانت دون كالدروود المتحدث باسم الفرقة الاولى في الكتيبة 22 مشاة ان ثلاثة جنود اميركيين اصيبوا بجروح في انفجار قنبلة على طريق خارج قاعدة عسكرية اميركية في بلدة تكريت. وأضاف ان القنبلة انفجرت امام احدى بوابات القاعدة اثناء مرور مركبتين اميركيتين من طراز همفي. وأضاف "وقع الانفجار بين المركبتين وحطم الزجاج الامامي لاحديهما". ومضى يقول ان مصابين نقلا الى المستشفى في حين عولج الثالث من جروح طفيفة في نقطة اسعاف قريبة. واشارت الميجر جوسلين ابرل الناطقة باسم الفرقة الرابعة مشاة الى ان حريقاً اندلع عند خط انابيب للنفط الخام جنوبي تكريت وربما نتج عن عمل تخريبي. وذكرت ان خط الانابيب يربط حقول النفط في كركوك مع مصفاة في بيجي. واضافت ان الحريق اندلع في موقع حدث به تلف في خط الانابيب مؤخراً وربما شمل بعض النفط المتسرب. وقالت ان مهندسي الجيش افادوا بأن الحريق لا علاقة له بخط الانابيب نفسه. واشارت الى ان النفط الخام ليس مادة متطايرة بطبيعته وربما اشعلت فيه النيران عمداً. واوضحت الناطقة انه امكن اخماد حريق منفصل في خط انابيب للبنزين او البروبان السائل شرقي بيجي وعلى مسافة 30 كيلومتراً الى الشمال من تكريت. وقالت ان الحريق الذي اندلع بعد ظهر السبت واضاء ظلام الليل ربما نتج عن عيب في توصيلات كهربائية. وفي عمان أ ف ب، دان وزير التخطيط العراقي مهدي الحافظ عملية التفجير في بغداد معتبراً ان التفجيرات "لا تخدم سوى اعداء العراق" ومشدداً على ان الاجراءات الامنية يجب ان تكون "اكثر اعتماداً على العراقيين". وقال الوزير العراقي على هامش المنتدى الاقتصادي الاردني الذي يشارك في اعماله في عمان "يجب اتخاذ اجراءات سريعة لوقف هذه الاعمال الغريبة عن الشعب العراقي وتقاليده والتي لا تخدم سوى اعداء العراق". واضاف ان المسائل الامنية يجب ان تكون "اكثر اعتماداً على العراقيين لأن مسؤولية الامن بالدرجة الاولى هي مسؤولية العراقيين ولا بد ان يوكلون بالقيام بهذا الامر". وشدد على ان الاجراءات الامنية في العراق "ليست بالمستوى المطلوب" معتبراً ان سلطة التحالف "تتحمل المسؤولية الاساسية" في هذا الامر. ودان الحاكم المدني الاميركي في العراق بول بريمر العملية الانتحارية، وقال في بيان اصدره مكتبه "أريد ان أعبّر عن تعازي ومواساة التحالف لعائلات كل الذين قتلوا او جرحوا بأيدي الارهابيين". واضاف: "ان الارهابيين يعلمون ان الشعب العراقي والتحالف يحققان تقدماً في العراق وهم يقومون بكل ما في وسعهم لصرف الانتباه عن هذا التقدم الكبير الذي تم انجازه منذ التحرير". وتابع "لن ينجح الارهابيون ابداً ولن يتحول الشعب العراقي والتحالف عن طريق العراق الديموقراطي". واكد البيان "اننا نعمل مع الشرطة العراقية للقبض على المسؤولين عن الاعتداء وإحالتهم الى القضاء. اننا مع الشعب العراقي سنواصل بناء عراق جديد.. عراق يستبدل الامل بالارهاب". وكان ضابط في الجيش الاميركي اكد ان عناصر استخبارات ومقاولين اميركيين يقيمون في الفندق المستهدف.