صدر عن مكتبة مدبولي كتاب "الايديولوجيا والهوية الثقافية: الحداثة وحضور العالم الثالث" تأليف جورج لارين، ترجمة فريال حسن خليفة، في 305 صفحات من القطع الكبير. يُعد هذا الكتاب من الكتب النقدية في فلسفة الحداثة والفلسفة المعاصرة، ويثير كثيراً من الاشكاليات حول قضيته المحورية "الايديولوجيا والهوية الثقافية". ويوضح المؤلف كيف شكّل العقل هوية عصر الحداثة وايديولوجيته، ويبين في تحليله النقدي كيف افرز العقل بصفته ايديولوجيا اشكاليات عدة في علاقته بالعالم الثالث، كالعرقية والمركزية الأوروبية والاستعمار. ويرى المؤلف أن تحول العقل الى ايديولوجيا هو الاساس لكل ما اثير من نقد لدى المذاهب اللاعقلانية والتاريخية وفلسفات ما بعد الحداثة. ويوضح المؤلف كيف افضى نقد عقل الحداثة الى امرين: الاول ظهور كثير من المدارس الفلسفية المعاصرة كالنقدية والبنيوية، وما بعد البنيوية وما بعد الحداثة. ويهتم الكتاب بتحديد المحاور الفكرية الاساسية لهذه المدارس، وأبرز اعلامها. وفي عرضه ونقده يعارض المؤلف مقولة "نهاية الايديولوجيا" ويرى أن كل الفلسفات الناقدة للايديولوجيا اعادت إدخالها من الباب الخلفي. والأمر الثاني الذي أفضى إليه نقد العقل هو ظهور اشكالية "الهوية الثقافية"، والسؤال: هل هي جوهر ثابت أم قضية تاريخية متطورة في الزمان؟ ويطرح الكتابُ تساؤلاً عن العلاقة بين الهويتين الشخصية والقومية، وعن "التكوكب" وأثره في الهوية الثقافية. واهمية هذا الكتاب تكمن في كونه يتابع هذه القضايا بأبعادها الحديثة.