أكد مسؤولان بارزان في مجلس الحكم الانتقالي العراقي معارضتهما نشر قوات تركية في العراق، وطالبا بالاسراع بنقل المسؤولية الأمنية الى العراقيين. وقال عضو المجلس رئيس المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق عبدالعزيز الحكيم لدى زيارته الكويت أمس رداً على سؤال عن نشر قوات تركية في العراق: "لدينا رؤية لمعالجة المشاكل الأمنية ترتكز على ان يكون الحل بيد العراقيين، فالشعب العراقي يجب ان يحمل مسؤولية الأمن، لا ان تأتي قوة من خارج العراق. فهذه سياسة خاطئة وليس من الضروري مجيء أي قوة خارجية". ووصل الحكيم أمس الى الكويت في زيارة تستمر عدة أيام، فيما غادرها عضو مجلس الحكم الانتقالي رئيس الحزب الديموقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بعد زيارة استمرت ستة أيام. وقال بارزاني في مؤتمر صحافي ان "العراقيين مجمعون على معارضة انتشار قوات تركية في العراق"، مؤكداً "ان ذلك سيزيد من حال التوتر". وأشار الى ان "المحادثات مستمرة مع السيد الحاكم الاميركي للعراق بول بريمر. وهناك اجماع عراقي بأن انتشار قوة اقليمية لا يؤدي الى استقرار الامن بل على العكس سيؤدي الى تفاقم المشاكل لأن هناك حساسيات بالنسبة الى الدول الاقليمية ومن الافضل عدم دخولها". وتابع ان "مجلس الحكم الانتقالي سيصر على معارضة الانتشار التركي حتى لو مضت الولاياتالمتحدة وتركيا قدماً في الخطة". والتقى بارزاني، في اول زيارة له للكويت، الشيخ جابر الاحمد الصباح امير الكويت ورئيس وزرائه الشيخ صباح الاحمد الصباح. وعاد الى العراق على متن طائرة عسكرية. إلى ذلك، قال عضو مجلس الحكم نصير الجادرجي في تصريح إلى "الحياة" إنه يجري البحث في حل وسط لمسألة دخول الأتراك إلى العراق. وقال إن الحل قد يتمثل بدخول قوة تركية رمزية تساهم في عمليات المراقبة ولا يكون لها مهمات قتالية، مضيفاً: "اننا نرحب بدخول تركي مدني إلى العراق للمساهمة في إعادة إعماره والتعاون مع أبنائه في تطوير اقتصادهم وبناء دولتهم الجديدة". وأضاف ان "مجلس الحكم يتحفظ بإجماع أعضائه عن القرار التركي الخاص بإرسال قوات عسكرية، لأن ذلك يثير حساسيات كبيرة، كما يزيد من خطورة الهواجس الأمنية، إذ أن خطأً صغيراً من هذه القوات قد ينعكس سلباً على البلدين الجارين". وشدد على ان "دخول الأحزاب والقوى السياسية في مجلس الحكم كان هدفه العمل لمصلحة العراق، وللتعبير عن إرادة الشعب العراقي وليس القبول المطلق بالإرادة الأجنبية، ونحن لا نقبل بأي شكل من الأشكال ان نتخلى عن مطالب الشعب العراقي وارادته … والعمل الذي قبلنا به ليس خضوعاً لما يريده التحالف وليس مباركة لكل ما يقومون به". وأوضح أن الوفد الذي زار أنقرة في وقت سابق كان تلقى تطمينات من المسؤولين الأتراك إلى أن القوات التركية لا يمكن ان تدخل من دون موافقة عراقية وقرار لمجلس الأمن، ولاحظ "ان الأمر اختلف الآن، ونحن نشعر ان سلطة التحالف تريد دخول القوات التركية وهذا لا نحبذه مطلقاً". وعندما سألته "الحياة" عن الخطوة التالية إذا أصر الأميركيون على موقفهم، قال الجادرجي: "حينذاك ستكون كل الاحتمالات مفتوحة".