أعدّت سورية امس الخميس رسالة الى رئيس مجلس الامن السفير الاميركي جون نغروبونتي تطلب فيها عقد جلس طارئة للمجلس لتناول موضوع الجدار الفاصل الذي تقيمه اسرائيل بينها وبين الضفة الغربية التي يتوغل في اراضيها، وذلك نيابة عن المجموعة العربية التي أقرّت التوجه الى مجلس الامن. ويأتي الطلب على ضوء قرار الحكومة الاسرائيلية الاخير الذي انطوى على اسوأ سيناريو لمسار الجدار شرق مستوطنة "ارييل" ليتوغل في الاراضي الفلسطينية. وكان متوقعاً ان يسلّم السفير السوري فيصل المقداد الرسالة الى رئيس المجلس امس الخميس مع التعبير عن الرغبة في انعقاد المجلس في جلسة علنية اليوم الجمعة. وكان مندوب فلسطين الدكتور ناصر القدوة أخّر قليلاً التوجه الى المجلس في شأن الجدار بعدما توجهت سورية بطلب جلسة طارئة الاحد الماضي في شأن الغارة الاسرائيلية على مواقع داخل سورية. وما زالت المشاورات جارية في شأن مشروع قرار تبنت تقديمه المجموعة العربية في شأن الاعتداء الاسرائيلي على سورية. وستتقدم المجموعة العربية بمشروع قرار في شأن الجدار يقرر مجلس الامن بموجبه ان "استمرار اسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، بتشييد الجدار في الاراضي المحتلة بما يخرج عن خط الهدنة للعام 1949، غير قانوني بموجب الاتفاقات الدولية ذات الصلة، ويجب الكف عنه والغاؤه". ويطلب مشروع القرار من الامين العام للامم المتحدة ان يقدم تقريراً في غضون شهر من تنفيذ القرار. ويتضمن المشروع في فقراته التمهيدية التشديد على انهاء الاحتلال لعام 1967، ومعارضة النشاطات الاستيطانية، وتأكيد رؤية قيام دولتين، وانطباق اتفاقات جنيف الرابعة، وادانة لجميع اعمال العنف والارهاب والدمار. ومن المتوقع ان تعارض الولاياتالمتحدة مشروع قرار الجدار، كما تعارض مشروع قرار الغارة الاسرائيلية على سورية، علماً ان السفير الاميركي اوضح ان الولاياتالمتحدة لن تسمح لمجلس الامن بإصدار اي قرار في شأن الشرق الاوسط ما لم يتضمن "مبادئ نغروبونتي" الخمسة. وتشمل المبادئ ضرورة الادانة بالاسم للتنظيمات الفلسطينية، "حماس" والجهاد الاسلامي" وكتائب الاقصى، والتشديد على حق مطاردة الارهاب ومصادره أينما كان. وسبّب طرح موضوع الجدار في مجلس الامن حرجاً للادارة الاميركية اذ انها لا توافق على بناء الجدار ولاقت جهودها لدى حكومة ارييل شارون استهتاراً بها. وهذه المرة الاولى منذ فترة طويلة يُطرح فيها امام مجلس الامن مشروعا قرارين معاً يتعلقان بالشرق الاوسط. وليس واضحاً بعد ان كانت الاستراتيجية العربية ستتحدى الادارة الاميركية الى ممارسة الفيتو مرتين، او ان كانت ستكتفي بطرح المشاريع من دون التصويت عليها.