أكدت دوائر صناعة النفط الغربية أن الحفاظ على الطاقة الانتاجية في خمس دول رئيسية منتجة ومصدرة للنفط أعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك عند مستوياتها الحالية يتطلب توظيف استثمارات تقدر بنحو 150 بليون دولار حتى سنة 2020. وقال مايكل دالي رئيس شركة النفط البريطانية في الشرق الأوسط وباكستان بي بي، إن الطاقة الانتاجية لدى "أوبك" يسيطر عليها المنتجون الخمسة الرئيسيون في الشرق الأوسط. ولفت إلى أن الصناعات النفطية في معظم هذه الدول تبدو عليها ملامح الكهولة والشيخوخة وضعف القدرة الانتاجية وتزايد الصعوبات في التعامل مع المصانع القديمة وارتفاع تكاليف الانتاج. وأضاف دالي، أمام ندوة يعقدها ديوان ولي عهد أبوظبي والمعهد الملكي الدولي تشاتم هاوس البريطاني خصصت للبحث في الآثار الاقليمية لنتائج الحرب على العراق، أنه يتعين على المنتجين الخمسة الكبار في "أوبك" من دون تسميتها تطوير ما مقداره 100 بليون برميل من النفط الجديد بحلول سنة 2020 للمحافظة عى مستويات الانتاج الحالية، الأمر الذي يتطلب استثمارات مقدارها 150 بليون دولار على مدى ال15 سنة المقبلة، واتخاذ قرارات رأسمالية رئيسية وتدفق استثمارات مستدامة. وقال دالي في ورقة قدمها للندوة إن أهم المتغيرات في صناعة النفط العالمية ستتلخص خلال الفترة المقبلة في متغيرين رئيسيين، أولهما قدرة منتجي "أوبك" الرئيسيين على الانتاج المتواصل، ونمو انتاج الدول من خارج "أوبك"، مؤكداً أن هذين المتغيرين سيكونان على رأس جدول المحادثات التي ستدور حول إمدادات النفط طوال العقدين الحالي والمقبل، والتي سيكون لها أكبر الأثر في الأسعار وعلى مقدرة "أوبك" في ضبط تسعيراتها بشكل دائم. ولفت المسؤول في شركة "بي بي" إلى أن الدول النفطية خارج "أوبك" ستحقق نمواً في الانتاج يبلغ عشرة في المئة مع نهاية السنوات العشر المقبلة. وقال إن هذه الدول، وفي مقدمها روسيا، تتجه الى تحقيق زيادة في الانتاج تقدر بسبعة ملايين برميل في اليوم بدءاً من الآن وحتى سنة 2020، لافتاً الى أن هذه الدول تسير بخطوات ثابتة نحو هذا الهدف، وهي تملك كل المقومات والطموحات في الوصول إلى هدفها باعتماد التكنولوجيا اللازمة للسيطرة على الكلفة وتطوير البنية التحتية الرئيسية للوصول إلى الأسواق. ويراهن الخبراء والمسؤولون المشاركون في الندوة على أن يشهد العراق تطوراً في صناعتها النفطية بشكل متسارع. غير أن الدكتور وليد خدوري رئيس نشرة "ميس" النفطية المتخصصة يرى انه من الصعب في ظل الظروف الحالية إقدام شركات النفط العالمية على ضخ بلايين الدولارات في الاستثمارات التي يحتاجها تحقيق الحلم في تطوير الطاقة الانتاجية للعراق أو تطوير احتياط الهيدروكربون في العالم العربي. ويستند خدوري عراقي الى ان الوضع الأمني وعدم تحقيق استقرار سريع في العراق، لن يكون بالإمكان معه الحديث عن تطوير سريع في قطاع النفط العراقي. وذكرت تقارير متعددة ان العراق ينوي زيادة انتاجه الى الوضع الذي كان عليه قبل الحرب 8.2 مليون برميل يومياً، وذهبت تقارير متفائلة حديثة الى أن العراق ينوي زيادة انتاجه الى 2.7 مليون برميل يومياً في نهاية 2004.