تدهور الوضع الأمني في قطاع غزة امس بعدما اجتاحت قوات الاحتلال الاسرائيلي مدينة رفح في عملية عسكرية وصفت بأنها الاوسع منذ اندلاع الانتفاضة، واسفرت عن استشهاد سبعة فلسطينيين وجرح اكثر من 56 آخرين، وهو ما وصفته السلطة الفلسطينية بأنه "مجزرة". وتزامن الاجتياح مع استمرار مساعي احتواء الازمة الناشبة بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة المكلف احمد قريع ابو علاء والمتعلقة بطبيعة الحكومة وصلاحيات وزير الداخلية. تفاصيل ص 4 و5 في غضون ذلك، توقع شخصيات فلسطينية واخرى تمثل اليسار الاسرائيلي اليوم في عمان "اعلان نيات" لتسوية الصراع الفلسطيني - الاسرائيلي. ويعد هذا الاعلان الذي انبثق عن "محادثات سويسرا" التي جرت طوال عام بين الجانبين في اكثر من عاصمة غربية، بمثابة انقلابا من اليسار الاسرائيلي على رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون وسياساته التي لم تحقق للاسرائيليين الامن او الاستقرار او الازدهار. ويأتي هذا الاتفاق في وقت تظهر استطلاعات الرأي تدهور شعبية شارون الى الحضيض، وسط حملة اعلامية عنيفة وصفته بأنه "منتوج انتهت مدة صلاحيته". كما يتزامن مع بروز بوادر خلاف بين المؤسستين العسكرية والسياسية الاسرائيليين. ويتناول الاتفاق تسوية لقضايا الحل الدائم، وهي اللاجئون والقدس والحدود والمستوطنات، وهو اعتمد اساساً على وثيقة "ابو مازن - بيلين" و"خطة كلينتون" خلال مفاوضات كامب ديفيد. على الساحة الدولية، عقد مجلس الامن جلسة مشاورات مغلقة ناقشت موضوع "الجدار الفاصل" الذي تبنيه اسرائيل على طول الضفة الغربية. وقرر المجلس في ختام الاجتماع الذي دعت اليه سورية باسم المجموعة العربية، عقد جلسة علنية منتصف الشهر الجاري لمناقشة هذه المسألة. وفي سياق الوساطات من اجل انهاء الخلاف الناشب بين عرفات وقريع، عقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" اجتماعا مع عرفات مساء امس، في حين علمت "الحياة" ان الامور تتجه نحو تشكيل حكومة عادية يريدها قريع، وليس حكومة طوارئ يفضلها عرفات. وفيما الفلسطينيون منشغلون بالخلافات الداخلية، نفذت القوات الاسرائيلية عملية عسكرية واسعة النطاق اسمتها "علاج جذري"، واستهدفت مدينة رفح الحدودية مع مصر. وقالت الحكومة الاسرائيلية ان الاجتياح يأتي رداً على هجوم حيفا ويهدف الى "منع تهريب وسائل قتالية" عبر الانفاق الموجودة في المنطقة، في حين اتهم الفلسطينيون حكومة شارون بالسعي الى تدمير مئات المنازل على امتداد الشريط الحدودي بهدف ايجاد مناطق عازلة بعمق نحو 150 متراً في الاراضي الفلسطينية تعتبر امتداداً ل"الجدار الفاصل". من جهة اخرى، بدا امس ان الرئيس الفلسطيني استعاد عافيته اذ ظهر امام كاميرات المصورين وهو يؤدي صلاة الجمعة في مقره في المقاطعة. وبذلك قطع عرفات الشك باليقين ازاء التكهنات الكثيرة التي اكد بعضها انه مصاب بسرطان المعدة في حين اكدت اخرى انه مصاب بنوبة قلبية.