سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير المخابرات العامة المصرية يلتقي عرفات ومسؤولين إسرائيليين ... وقوات الاحتلال تعتقل 4 أشقاء في غزة . جيش الاحتلال يعتقل "مرسل" منفذ هجوم "ميتسر" وشارون يؤكد استمرار الهجوم في الضفة
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي أمس في طولكرم محمد نايفة الذي تتهمه بارسال منفذ الهجوم على قرية "ميتسر" الزراعية التعاونية داخل الخط الأخضر قبل أيام مع اثنين من رفاقه. وادخل الجيش الإسرائيلي مزيداً من قواته إلى نابلس لتعزيز الحصار على المدينة، حيث قتل فتى فلسطيني برصاص الجنود في حي العقبة. وأنهت قوات الاحتلال أمس اجتياحاً قصيراً لمدينة غزة بعدما اعتقلت اربعة أشقاء. وقال مراقبون فلسطينيون إن اجتياح غزة قد يكون تمهيداً لهجوم واسع النطاق على القطاع. ووصل مدير المخابرات العامة المصرية عمر سليمان أمس إلى رام الله حيث التقى الرئيس عرفات ثم التقى عدداً من المسؤولين الإسرائيليين. وزار رئيس الوزراء الإسرائيلي ارييل شارون منطقة نابلس حيث خاطب الجنود الإسرائيليين قائلاً إن العملية العسكرية الحالية في المنطقة ستمتد لأسابيع. يحيي الفلسطينيون اليوم الجمعة الذكرى الرابعة عشرة لاعلان وثيقة الاستقلال لدولتهم الفلسطينية العتيدة التي اصدرها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة الجزائر في خضم اجتياحات عسكرية وهجمات اسرائيلية جديدة في الضفة الغربية وقطاع غزة، تنذر بمزيد من التصعيد العسكري الاسرائيلي ضد نحو ثلاثة ملايين ونصف مليون فلسطيني يرزحون تحت نظام حظر التجول او حصارات محكمة داخل مدنهم وقراهم ومخيماتهم. وفي اليوم الثالث للعملية العسكرية الاسرائيلية الجديدة التي تستهدف مدينتي طولكرم ونابلس شمال الضفة الغربية، تمكنت قوات الاحتلال الاسرائيلي من اعتقال ثلاثة فلسطينيين من بينهم من تصفه اسرائيل بقائد "كتائب شهداء الاقصى"، الذراع العسكرية لحركة "فتح" في طولكرم محمد نايفة ابو ربيعة الذي تتهمه بارسال منفذ عملية "ميتسر" داخل الخط الأخضر قبل بضعة ايام. وسمع أهالي المدينة في ساعات الفجر الاولى قوات الاحتلال الاسرائيلي وهي تطالب اشخاصاً حاصرتهم في احد المنازل في ضاحية الشويكة بتسليم انفسهم والخروج من المنزل رافعي الأيدي وبملابسهم الداخلية. وقالت مصادر فلسطينية ان نايفة طلب وجود ممثلين عن الصليب الاحمر الدولي لضمان سلامته في حال خروجه غير ان سلطات الاحتلال رفضت طلبه هذا. وقال شهود عيان ل"الحياة" إن المنزل تعرض لاطلاق نار كثيف وقصف بقذائف مدفعية خلال عملية الحصار التي استمرت ساعات، ما أدى الى إلحاق ضرر كبير بالمنزل واضطر نايفة واثنان من رفاقه هما اسامة الاشقر وجميل سرحان الى الخروج وتسليم انفسهم لقوات الاحتلال. وفور اعتقال الشبان الثلاثة اجهزت الجرافات الاسرائيلية على ما تبقى من المنزل الذي كانوا داخله والذي لا تعود ملكيته لأي منهم. غير أن "كتائب شهداء الأقصى" نفت في بيان أن يكون الجيش الإسرائيلي اعتقل نايفة، مضيفة انه "تمكن من الفرار"، وذلك على رغم تأكيد إسرائيل أنها اعتقلته مع رفيقين له. وكانت الجرافات الاسرائيلية هدمت فجر امس في مدينة طولكرم منزل عائلة طارق طقاقطة الذي نفذ عملية مستوطنة "حرميش" قبل ثلاثة اسابيع. اما منزل نايفة نفسه فدمرته القوات الاسرائيلية بالمتفجرات قبل ثلاثة ايام فور بدء الاجتياح. وفي مدينة نابلس التي زج الجيش الاسرائيلي بمزيد من قواته اليها في الساعات الاخيرة، شرعت قوات الاحتلال بحفر قنوات ووضع أسيجة واحاطة كافة مداخل المدينة بسواتر ترابية وحواجز في اطار إحكام حصارها على المدينة. وقتل الجنود الاسرائيليون الفتى جلال عويجان 17 عاماً خلال عمليات اطلاق النار الكثيفة في محيط البلدة القديمة حي القصبة. واصيب الفتى برصاصة قاتلة في الصدر. وتواصلت عمليات الدهم والتفتيش لمنازل المواطنين في كل من نابلس وطولكرم اللتين تخضعان لنظام حظر التجول منذ ايام. وشملت العمليات اعتقال عدد من الفلسطينيين قالت مصادر عسكرية اسرائيلية ان من بينهم ثلاثة مطلوبين لديها. والتقى رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس جنوداً اسرائيليين يشاركون في العملية العسكرية الواسعة الجارية في نابلس منذ الاربعاء ورافقه في جولته وزير الدفاع شاؤول موفاز ورئيس هيئة الاركان موشيه يعالون. وقال شارون مخاطباً الجنود ان العملية العسكرية الحالية ستمتد لاسابيع و"لا يوجد أي ضغط علينا، ولا احد يوجه الينا أي ملاحظة، ولا احد يمكنه توجيه ملاحظة على حقنا في الدفاع عن انفسنا". ونقلت عنه الاذاعة الاسرائيلية مطالبته الجنود ب"عدم التضييق على المدنيين الفلسطينيين لان ذلك يحول دون ممارسة ضغوطه الدولية على اسرائيل لوقف نشاطها العسكري". وقال ان اسرائيل "تتوق للسلام وتريد التوصل الى تسوية"، وان ذلك رهن بنجاح الجيش الاسرائيلي في"الحرب على الارهاب لانه لا يمكن التوصل الى تسوية من دون وقف تام للارهاب". وانسحبت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر أمس من مدينة غزة بعد ساعات عدة على اجتياح الأحياء الجنوبية من المدينة. واعتقلت قوات الاحتلال اثناء عملية الاجتياح أربعة أشقاء، وأصابت ثلاثة مواطنين آخرين بجروح مختلفة. وقال شهود ل"الحياة" ان نحو 20 دبابة وآلية عسكرية اسرائيلية خرجت من مواقعها في مستوطنة "نتساريم" اليهودية الجاثمة فوق أراضي جنوبالمدينة وتقدمت في اتجاه حي الشيخ عجلين شمال المستوطنة، ثم حي تل الهوا الذي يقع فيه المقر الرئيسي للأمن الوقائي في قطاع غزة، والمحاذي لمكتب الرئيس ياسر عرفات، "المنتدى"، على شاطئ بحر المدينة. وأضافوا ان دبابات الاحتلال حاصرت مقر الأمن الوقائي، ثم اتجهت شرقاً نحو حي الصبرا، الذي يقطن فيه الشيخ احمد ياسين مؤسس "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وزعيمها الروحي، ومقر المجمع الاسلامي، أحد أهم مؤسسات "حماس" في القطاع. وأشارت مصادر محلية الى أن الدبابات والآليات توقفت على طريق رئيسية تبعد نحو 100 متر عن منزل الشيخ ياسين، في حين أشارت مصادر أخرى الى أن مسؤولين في الأمن الوقائي رحلوا عن المقر عدداً من المعتقلين في السجن داخله الى أماكن أخرى أكثر أماناً وبعداً عن منطقة الاجتياح. وعلمت "الحياة" ان معظم المعتقلين هم من المتعاونين مع اجهزة الأمن الاسرائيلية، وبعضهم محكوم عليه بالاعدام رمياً بالرصاص. واشار الشهود الى ان طائرات مروحية من نوع "اباتشي" اميركية الصنع ساندت الدبابات من الجو وأطلقت العنان لرشاشاتها في اتجاه أهداف غير محددة على الأرض، في محاولة لمنع أي نوع من المقاومة والتصدي للدبابات والآليات على الأرض التي توغلت مسافة كيلومتر ونصف كيلومتر داخل المدينة. وأصيب ثلاثة مواطنين بجروح، احدهم شرطي كان يقوم بأعمال الحراسة أمام مبنى التلفزيون الرسمي الذي يبعد نحو 200 متر من مقر الأمن الوقائي. ونقل الجرحى الى مستشفى الشفاء في المدينة لتلقي العلاج اللازم. ووصفت مصادر طبية حالتهم الصحية بأنها متوسطة. ويعتقد مراقبون ومحللون بأن الاجتياح كان بمثابة "بروفة" لاجتياح شامل قادم، ربما خلال الايام أو الاسابيع القليلة المقبلة، خصوصاً في اعقاب تشكيل حكومة يمينية متطرفة في الدولة العبرية أخيراً. ويتزامن اجتياح مدينة غزة مع اجتياح مدينة نابلس كبرى مدن الضفة الغربية. من جهة أخرى، استشهد الطفل حامد اسعد المصري 3 أعوام واصيبت والدته اسماء 31 عاماً بشظايا في جميع أنحاء جسمها، عندما اطلق جنود الاحتلال النار عشوائياً في اتجاه منازل المواطنين في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع. وقال شهود ان دبابات الاحتلال كانت تسير بين صفي الأسلاك الشائكة التي يتشكل منها الشريط الحدودي الفاصل بين فلسطين ومصر عندما اطلق الجنود نيران اسلحتهم في اتجاه منازل المواطنين ما أدى الى استشهاد الطفل واصابة أمه. من جانب آخر، قصفت قوات الاحتلال الاسرائيلي الاحياء الغربية من مدينة خان يونس جنوب القطاع ليل الاربعاء - الخميس، ما أدى الى اصابة مواطن بجروح. إلى ذلك أكدت منظمة "بتسيلم" الاسرائيلية اليسارية التي تعنى بحقوق الانسان الفلسطيني تحت الاحتلال ان الجيش الاسرائيلي يواصل استخدام المدنيين الفلسطينيين كدروع بشرية. وأشارت المنظمة في تقرير أصدرته أمس إلى أن الجنود الاسرائيليين يستخدمون جيران المطلوبين الفلسطينيين في "العمليات الخطرة" ويجبرونهم على السير امامهم خلال عمليات الاقتحام الامر الذي يعرض هؤلاء للخطر ويشكل انتهاكا صارخا لمواثيق حقوق الانسان الدولية. وأشار التقرير الى ان الجيش الاسرائيلي يخرق بذلك قراراً صدر عن المحكمة العليا الاسرائيلية قبل شهرين يحظر بموجبه على الجيش استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية خلال العمليات العسكرية. وكان عدد من الفلسطينيين قتلوا او اصيبوا بجروح جراء لجوء قوات الاحتلال إلى استخدامهم دروعاً بشرية اثناء عمليات الاعتقال. عرفات يستقبل مدير المخابرات المصرية على صعيد آخر، وصل رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عمر سليمان بشكل مفاجئ الى رام الله للقاء الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وبعدها التقى عددا من المسؤولين الاسرائيليين من بينهم الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف. ووصف الرئيس الفلسطيني زيارة سليمان بأنها "مهمة جداً"، مضيفاً انها تندرج في اطار الاتصالات الجارية مع "الاشقاء العرب". وأوضح عرفات للصحافيين في ختام اللقاء ان الطرفين بحثا آخر المستجدات في الحوار مع الاخوة في "حماس" والبيان الذي صدر في ختامه تحت اشراف مصر. وقال عرفات ان سليمان سيلتقي عددا من الاسرائيليين ليدعوهم الى "وقف تصعيدهم وعدوانهم والعودة الى مسار السلام". وزاد: "نشكرهم أي المصريين على هذا الجهد الطيب". من جهته، قال نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس الفلسطيني إن الزيارة تأتي في اطار الجهود المصرية لحماية السلام. واضاف ان الحوار بين حركتي "فتح" و"حماس" هو "الخطوة الأولى المهمة التي ستتبعها خطوات اخرى مهمة، ولكن كل ذلك يعتمد على مدى استجابة الحكومة الاسرائيلية لوقف عدوانها ومجازرها ضد الفلسطينيين ومدنهم ومخيماتهم".