سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شارون توعد من مستوطنة في الضفة الفلسطينيين بتغييرات وشيكة في الهجمات العسكرية . جيش الاحتلال يقتحم مخيماً للاجئين في رفح ويقتل فلسطينياً ويجرح 17 ويدمر نحو 18 منزلاً
} في سابقة وصفت بالخطيرة، عقد المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية جلسة له هي الأولى من نوعها في مستوطنة "عوفرا" المقامة على أراضي المواطنين في منطقة رام الله غداة مقتل مستوطن يهودي من هذه المستوطنة في عملية مسلحة. وأكد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في تلك المستوطنة أن "تغييرات ستحدث" في اسلوب الحرب الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، وهي الحرب التي خلفت المعركة الأخيرة فيها فجر أمس قتيلاً و17 جريحاً ونحو 18 منزلاً مدمراً تدميراً كاملاً في "حي البرازيل" في مخيم رفح للاجئين على الحدود المصرية - الفلسطينية. وجاء الهجوم الإسرائيلي فجر أمس وسط أنباء عن محادثات فلسطينية - إسرائيلية سرية في قبرص قالت مصادر مطلعة ل"الحياة" إنها تجري برعاية أميركية. جاء اجتماع المجلس المصغر وسط تقارير اسرائيلية كشفت وجود عدد هائل من الوحدات الاستيطانية الفارغة في المستوطنات اليهودية المزروعة في الضفة الفلسطينيةالمحتلة وسط دعوات المستوطنين الذين يطالبون الجيش الاسرائيلي بتنفيذ عمليات عسكرية ضد الفلسطينيين على غرار تلك التي تتواصل في قطاع غزة. وقال شارون للمستوطنين إن "المعركة الراهنة ستتغير"، مكرراً وعده للمستوطنين اليهود بإعادة الأمن والهدوء لهم. واضاف ان حكومته لن تكتفي بخفض مستوى العنف وانها تصر على وقفه نهائيا. وطالب شارون المستوطنين ب"التحلي بالصبر وابداء القوة". وقال ان "الحرب ضد الارهاب شاقة وطويلة"، مشيراً إلى أن التغيير في سياسة الجيش الاسرائيلي "سيجد تعبيراً له في الفترة القريبة المقبلة". وأكد شارون ان منطقة "غور الاردن" ستبقى تحت السيطرة الاسرائيلية الى أبد الآبدين. وقال إنه لا يمكن ان يتصور في أي حال من الاحوال ان لا يكون غور الاردن تحت السيطرة الاسرائيلية. وواصل عشرات المستوطنين اليهود أمس اعتداءاتهم على الفلسطينيين في منطقة رام الله التي اغلقوا فيها الطرق وهاجموا سيارات المواطنين. وتزامنت تصريحات شارون، مع دعوة الرئيس الاسرائيلي موشيه كتساف إلى إعادة فرض الحكم العسكري الاسرائيلي على اجزاء من الأراضي الفلسطينية وخلق "فصل أمني موقت" بين المستوطنين اليهود والمواطنين. وكما في خان يونس ورفح وبيت حانون وغيرها من الأراضي الفلسطينية، تجدد مشهد اللجوء وتشرد مئات اللاجئين الفلسطينيين، الذين يحيون هذه الايام الذكرى ال53 لنكبتهم الاولى، في "حي البرازيل" في رفح جنوب قطاع غزة فجر أمس بعد أربع ساعات متواصلة من القصف الاسرائيلي الكثيف الذي بدأ في الساعة الواحدة والنصف من فجر امس على ثلاث مناطق سكنية مخلفا دماراً واسعاً، إذ هدمت، تعززها ثلاث دبابات، الجرافات الإسرائيلية نحو 18 منزلاً وحولتها إلى ركام وانقاض، كما اقتلعت مئات الأشجار. واكتشف المواطنون بعد الهجوم الإسرائيلي، الذي استمر ثلاث ساعات، ان جرافات جيش الاحتلال حولت المنطقة إلى ساحة فضاء ممتدة من بوابة صلاح الدين جنوبالمدينة إلى مخيم المدينة شرقها. وقال شهود عيان فلسطينيون إن قوات الاحتلال اقتحمت الحي الواقع تحت سيطرة السلطة الفلسطينية الكاملة بعمق مئات الأمتار وقتلت خلال قصفها العنيف الشاب محمود نمر عقل 19 عاماً برصاصة في الصدر واصابت 17 عشر فلسطينياً، من بينهم خمسة أطفال، بجروح تراوحت خطورتها بين متوسطة وخطيرة. ومن بين الجرحى أربعة أفراد من أسرة واحدة أب وابناؤه الثلاثة، إذ مزق الرصاص الحي من النوع المتفجر الاوعية الدموية في فخذي الاب وابنته البالغة الخامسة عشرة من العمر، فيما اصيب نجله عبدالرحمن عدنان برصاصة في العنق ووصفت حالته بانها حرجة للغاية. وأكد المواطنون ان القوات الاسرائيلية اطلقت نيران أسلحتها الاوتوماتيكية في ساعات الصباح باتجاههم عندما حاولوا لملمة بعض حاجياتهم من تحت انقاض منازلهم. وأعاد مشهد نصب وكالة الأممالمتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين الخيام للاسر المشردة حوالى 500 مواطن ذاكرة هؤلاء الى ما قبل اكثر من نصف قرن من الزمن. وكانت قوات الاحتلال حاولت اقتحام المنطقة ذاتها في رفح ظهر أول من أمس، ولكن رجال الأمن والمسلحين الفلسطينيين أفشلوا المحاولة. ويقول مراقبون محليون إن قوات الاحتلال سعت من خلال عملية التجريف الأخيرة، وما سبقها من عمليات، إلى خلق "منطقة حرام" على طول الشريط الحدودي، البالغ طوله نحو 9 كيلومترات، خصوصاً المناطق الآهلة بالسكان. ويقول مسؤولون عسكريون ومحللون ومراقبون فلسطينيون إن ما يجري في مدينة رفح، وعلى طول خط الهدنة الشرقي الفاصل بين قطاع غزة والخط الأخضر، وعلى طول خط الهدنة الشمالي أيضاً، يهدف إلى "تعميم" المنطقة الحرام على حدود قطاع غزة، لخلق منطقة عازلة لا يتمكن الفلسطينيون من الاقتراب منها. وكانت قوات الاحتلال هدمت في الرابع عشر من الشهر الماضي، في عملية مشابهة، 16 منزلاً وعدداً من المحال التجارية قرب بوابة صلاح الدين. ويأتي الهجوم الجديد في الوقت الذي تبذل المساعي الديبلوماسية والسياسية من أجل وضع حد للتدهور الأمني الحاصل على الأرض، والعودة إلى طاولة المفاوضات، من قبل عدد من الدول العربية والأجنبية. كما جاء بعدما جددت السلطة الفلسطينية والرئيس ياسر عرفات الأوامر للمسلحين الفلسطينيين بعدم اطلاق النار وقذائف الهاون على المستوطنات اليهودية وقوات الاحتلال. وقبل أعوام عدة أصدر محافظ رفح عبدالله أبو سمهدانة قراراً بعدم اطلاق النار من محيط معبر العودة ومطار غزة الدولي. وانتقد أبو سمهدانة الهجوم الإسرائيلي أمس، معتبراً أنه لم يعد هناك أي مبرر لعدم اطلاق النار على قوات الاحتلال من جانب الفلسطينيين. إلى ذلك، شيع نحو 10 آلاف مواطن جثماني الشهيد عقل ومحمد أبو جزر اللذين سقطا أمس وأول من أمس على التوالي إلى مثواهما الأخير في مقبرة الشهداء. وتحول موكب تشييع الشهيدين إلى تظاهرة ضد السلطة الوطنية، هتف خلالها المتظاهرون المشيعون بهتافات مناوئة للسلطة، من ضمنها "لا للخيانة" و"لا للتنسيق الأمني". كما هتفوا بهتافات مناوئة ضد عدد من المسؤولين في السلطة. ويأتي ذلك بعد يومين من تظاهرة أخرى ضد السلطة في مدينة رفح، جاءت في أعقاب صدور قرار بحل لجان المقاومة الشعبية. إلى ذلك، اطلق فلسطينيون قذيفتي هاون على مستوطنة "موراغ" شمال مدينة رفح ظهر أمس، كما أطلقوا ثلاث قذائف هاون على مستوطنة "نتساريم" جنوب مدينة غزة ليل أول من أمس. وتبنت قوات المقاومة الشعبية، الجهاز العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، الهجومين. في هذه الاثناء، كشفت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان المحادثات السرية بين مسؤولين فلسطينيين وإسرائيليين ما زالت مستمرة في قبرص على رغم نفي الجانبين لها. وقالت المصادر، التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، إن هذه المحادثات تجري تحت رعاية اميركية. وأكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ابو مازن أمس أن المبادرة المصرية - الأردنية هي الحل الوحيد الذي يمكن التعاطي معه للخروج من الوضع الحالي. وقال "أبو مازن" للاذاعة الفلسطينية إن الفلسطينيين يرفضون أي تعديلات تحاول اسرائيل ادخالها على هذ المبادرة والتي تعني نسفها بالكامل. وفي رده على سؤال، قال المسؤول الفلسطيني إن "المبادرة لم تنته لأن الحديث بشأنها ما زال جارياً... والاسرائيليون لم يردوا عليها بعد وما زالت الكرة في ملعبهم". وأشار إلى "أصوات داخل اسرائيل وفي الولاياتالمتحدة" بدأت تدرك ان الحكومة الاسرائيلية "هي التي تعرقل المبادرات السياسية". ومن جانبه، وصف نائب وزير الأمن الداخلي الاسرائيلي جدعون عيزرا في حديث للإذاعة الإسرائيلية "وقف اطلاق النار" بين الفلسطينيين والاسرائيليين بأنه سيكون "أسوأ بالنسبة إلى إسرائيل من الوضع الحالي". وقال: "اذا تم التوصل الى وقف للنار كما يريد الفلسطينيون، فإن ذلك سيعني التطبيع وعودة تسليح الفلسطينيين وتقويتهم". واستنكر الفلسطينيون أمس عقد جلسة المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر في مستوطنة يهودية في الضفة الغربية. ووصف رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد قريع أبو علاء ذلك بأنه أمر استفزازي يأتي في إطار سياسة دعم الحكومة الإسرائيلية للتوسع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية. وأضاف "أبو علاء": "لا عودة إلى الوضع الذي كان سائداً قبل 28 أيلول سبتمبر إلا بوقف الاستيطان وقفاً كاملاً". وأوصى شارون بتكثيف وجود الجيش على الطريق بين القدس والمستوطنات اليهودية في غور الأردن، وذلك بعد أن زار تلك المستوطنات مع أعضاء الحكومة الأمنية المصغرة.