في ظل تدهور الأوضاع الأمنية في قطاع غزة بفعل اجتياح قوات الاحتلال الاسرائيلي مدينة رفح فان الضرورة تقتضي احتواء الأزمة السياسية العالقة داخل السلطة الفلسطينية، فثمة تحديات صعبة لابد من مواجهتها تتمثل في هذه المجازر التي يرتكبها شارون ضد الفلسطينيين، والأزمة الحالية قد تعيق العمل الفلسطيني لاسيما أن اعلان نيات لتسوية الصراع الفلسطيني/ الاسرائيلي المتمخض عن جهود شخصيات فلسطينية وأخرى تمثل اليسار الاسرائيلي استغرقت زهاء عام كامل لاثبات أن سياسة شارون المتطرفة لم تحقق للاسرائيليين الأمن أو الاستقرار أو الازدهار وبدأت تعطي ثمارها من خلال تعاطف شرائح كبرى من الاسرائيليين معها، ومن خلال ظهور استطلاعات للرأي في اسرائيل تشير بوضوح الى تدهور شعبية شارون الى الحضيض، اضافة الى نجاح حملات اعلامية في اسرائيل وصفت شارون بأنه (منتوج انتهت مدة صلاحيته) وقد انعكست ايجابيات تلك الحملات من خلال بوادر خلاف أخذت تظهر بين المؤسستين العسكرية والسياسية الاسرائيليتين حيال تسوية لقضايا الحل الدائم، وهي التي لم تكن تظهر من قبل، بما يدفع للقول أن الوقت غير مناسب لبروز أية أزمة سياسية داخل السلطة الفلسطينية، فشارون كعادته يحاول اقتناص الخلافات الداخلية بين الفلسطينيين لتنفيذ عملياته العسكرية العدوانية، ولابد من قطع الطريق أمام سياسته الدموية هذه، ويتحقق ذلك بترتيب البيت الفلسطيني من الداخل والارتفاع فوق كل خلاف.