وصل الرئيس الفرنسي جاك شيراك امس الى فاس حيث كان في استقباله العاهل المغربي الملك محمد السادس وشقيقه مولاي رشيد والأميرات سلمى زوجة الملك وشقيقاته مريم واسماء وحسنا. وترافق شيراك زوجته برناديت وابنته كلود مما يضفي على زيارة الدولة التي يقوم بها طابعاً عائلياً، نظراً الى العلاقة القوية التي تربطه بمحمد السادس الذي كان يمضي عطله في صغره في المنزل العائلي لشيراك في منطقة كوريز. وتولي فرنسا اهمية خاصة للزيارة وتعتبرها "رسالة تضامن" مع المغرب الذي شهد في ايار مايو الماضي عمليات ارهابية زعزعت الحياة الاقتصادية، خصوصاً القطاع السياحي. ويضم الوفد المرافق لشيراك الى المغرب، رؤساء كبار الشركات الفرنسية ومنهم رئيس مجموعة "بويغ" للهندسة مارتان بويغ ورئيس شركة "فيفندي" جان رينيه فورتو وغيرهما من ممثلي الشركات العاملة في المغرب. وتُعد فرنسا المستثمر الأول في المغرب، وتقدر حصتها من السوق المغربية بحوالى 20 في المئة، في حين يصدر المغرب اكثر من ثلث انتاجه الى فرنسا. ومن شأن هذه الزيارة ان تعزز موقع فرنسا التجاري في المغرب في وقت تحاول الولاياتالمتحدة تحقيق تقارب اقتصادي مع هذا البلد. وتتفاوض الولاياتالمتحدة مع السلطات المغربية من اجل وضع اتفاقية تبادل تجاري حر بين البلدين قيد التطبيق ابتداء من سنة 2004، على نمط الاتفاقية التي تربطها بكل من الأردن واسرائيل. وكان وزير التجارة الخارجية الفرنسية اعتبر ان مثل هذه الاتفاقية لا يتطابق مع اتفاقية الشراكة القائمة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. ولكن على رغم التقارب الاميركي - المغربي تبقى العلاقات الفرنسية - المغربية اكثر قوة، خصوصاً ان في فرنسا اكثر من 80 ألف مغربي من بينهم 350 ألفاً يحملون الجنسية المزدوجة. ويحرص شيراك باستمرار على طمأنة الجالية المغربية الأصل في فرنسا، بالنسبة الى قضايا الشرق الأوسط والقضية الفلسطينية، من خلال مواقف مختلفة عن مواقف الولاياتالمتحدة. ومعروف في هذا الاطار ان فرنسا تعارض ابعاد رئيس السلطة الفلسطينية ياسر عرفات وتعمل من أجل عودة السيادة سريعاً في العراق الى العراقيين ومن اجل دور اساسي للأمم المتحدة فيه، وهذه القضايا ستطرح خلال محادثات شيراك ومحمد السادس، اضافة الى سبل تعزيز العلاقات الثنائية والبحث عن حل لقضية الصحراء الغربية. وكان العاهل المغربي استقبل منذ حوالى شهرين وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم، في بادرة تهدف الى اظهار استعداده للعب دور على المسار الفلسطيني - الاسرائيلي، وايضاً، كما قالت مصادر مغربية، لطمأنة الجالية اليهودية في المغرب، وحملها على عدم مغادرة البلاد بعد العمليات الأخيرة. وينتقل شيراك اليوم من فاس الى طنجة لتفقد موقع ميناء المدينة الذي انشأته شركة "بويغ" ثم ينتقل الى الرباط ويلقي يوم السبت خطاباً أمام البرلمان المغربي.