أجرى العاهل المغربي الملك محمد السادس أمس محادثات مكثّفة مع الرئيس جاك شيراك في اليوم الأول من زيارة الدولة التي يقوم بها لفرنسا. ورجحت مصادر مغربية أن يكون موضوع الصحراء الغربية هيمن على جزء كبير من المحادثات بين الطرفين. وبدأ شيراك ومحمد السادس محادثاتهما بغداء منفرد اقامه الرئيس الفرنسي لضيفه في قصر الاليزيه واقتصر عليهما فقط، ثم عقدت محادثات موسعة حضرها أعضاء الوفدين المغربي والفرنسي. وأقام شيراك مساء مأدبة عشاء للوفد المغربي في قصر الاليزيه القى خلالها كلمة أكدّ فيها طابع "العلاقة المميزة" بين البلدين، مشيراً إلى أن "ملك المغرب موجود هنا في بلده. إذ أن الشعبين المغربي والفرنسي مرتبطان بأقدم صداقة". وذكّر بما قام به الملك الراحل الحسن الثاني تجاه فرنسا. وأضاف ان العلاقات بين المغرب وفرنسا تتسّم بروابط "لا مثيل لها"، وعاد وأكد مرات عدة في كلمته ان الملك المغربي "موجود هنا ضمن عائلته". وشدد الرئيس الفرنسي أيضاً على دعم بلاده ل"المغرب الجديد" الذي بدأ محمد السادس بتشييده سواء عبر إصلاح أجهزة الدولة أو عبر تحديث المجتمع المغربي بفضل جهود كبيرة في مجال التعليم والتربية. وأشار أيضاً إلى الإنفتاح السياسي ودولة القانون اللذين انتهجهما الملك الجديد، وأكد أن فرنسا ستستمّر في دعم المملكة المغربية في طريقها نحو التقدّم. وأكد أن بإمكان المغرب أن يعتمد على فرنسا في سعيه إلى التقارب مع الاتحاد الاوروبي الذي يعد الشريك الاقتصادي الأول للمغرب. وتطرّق الى الوحدة المغاربية والعربية وطريقها "الصعب والطويل". لكنه أكد أنها "الطريق الى المستقبل" وتتطلّب عزماً كبيراً. وقال إنها أحد أهداف الملك، و"فرنسا ترحب بهذا النهج". وأشاد شيراك بالمشاركة المغربية في قوات حفظ السلام والقطاع الإنساني في البوسنة وكوسوفو. وأكد عزم كل من فرنسا والمغرب على الاستمرار في السعي من أجل سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الاوسط. وحضر العشاء أكثر من 200 شخصية مغربية وفرنسية من بينها شقيقة الملك الأميرة لالا حسناء. ويلتقي محمد السادس اليوم رئيس الحكومة ليونيل جوسبان الذي يقيم مأدبة غداء على شرفه. وقال وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى إن القمة التي جمعت العاهل المغربي والرئيس الفرنسي كانت "مفتوحة" أمام درس كافة القضايا الاقليمية والدولية والثنائية. ورأى ان الاعداد للقمة الافرو - أوروبية في القاهرة قطع اشواطا متقدمة بعد حل اشكالات عدة. لكنه أكد ان الوضع الراهن في المغرب العربي لا يزال يشكل عقبة امام تطوير الحوار المغاربي - الاوروبي. وسئل المسؤول المغربي عن الموقف حيال تطورات قضية الصحراء، فقال إن "كل شيء رهن الاقتراحات التي سيقدمها الوسيط الدولي جيمس بيكر الى الاطراف المعنية". وشدد القول إن مهمة بيكر ذات علاقة بالبحث في تفعيل خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة.