تزايدت الضغوط على عاتق مدرب المنتخب الانكليزي، السويدي زفن غوران إريكسون من محاور عدة قبل اللقاء المرتقب والحاسم ضد تركيا غداً في اسطنبول في ختام تصفيات المجموعة السابعة من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية لكرة القدم المقررة الصيف المقبل في البرتغال. وتبرز مشكلة "الهوليغانز" وأحداث الشغب المتوقعة على رأس ما يقلق إريكسون الذي هدد بالاستقالة في حال وقوع صدامات يكون المشجعون الإنكليز سبباً فيها، إذ إنها قد تقود إلى عقوبات صارمة في حق المنتخبين الانكليزي والتركي أقلها الحرمان من المشاركة في المسابقات القارية، وربما العالمية لفترة طويلة. وعلى رغم تطمينات المسؤولين الأتراك إلى حماية أمن لاعبي المنتخب الضيف، وتحذيرات المسؤولين الإنكليز لجماهير منتخبهم ومنعهم من السفر إلى اسطنبول... إلا أن اللقاء بحد ذاته ينذر ب"حرب كروية" على أرض الملعب بين اللاعبين أنفسهم، خصوصاً أن كبير مسؤولي الأمن البريطانيين طالب السلطات التركية بمضاعفة وتيرة الحراسة الشخصية وأعداد رجال الأمن المخولين تأمين سلامة أفراد المنتخب الإنكليزي، وتحديداً أصحاب الشهرة الكبيرة أمثال ديفيد بيكهام ومايكل أوين وغيرهما... ولفت إلى إمكان اعتداء اللاعبين الأتراك على نظرائهم الإنكليز في حال ذهبت النتيجة إلى غير مصلحتهم. وجاء الرد التركي في هذا الشأن من خلال توجيه اتحاد الكرة المحلي الدعوة إلى رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة لينارت يوهانسن لحضور المباراة، معلناً بذلك ومؤكداً نيته في حسن الضيافة. أما المدرب التركي سينول غونيز، فعلق على الأجواء المشحونة "الإنكليز سيعانون ويقاسون، لكن في داخل الملعب وليس في خارجه وبلغة كرة القدم وليس بغيرها"... في إشارة إلى ترجيح فريقه لحسم اللقاء الذي يتوجب عليه الفوز فيه كي يضمن التأهل المباشر إلى النهائيات وفي ما عدا ذلك سيكتفي بالتأهل إلى الملحق التالي. ويعود تاريخ الصراع العنيف بين جماهير البلدين إلى مطلع عقد التسعينات من القرن الماضي، وتحديداً خلال رحلات مانشستر يونايتد إلى تركيا للعب ضمن دوري أبطال أوروبا حيث كانت تستقبله جماهير غلطة سراي بصيحات الاستهجان ولافتات "مرحباً بكم في جهنم". وتصاعدت حدة الأحداث حتى قادت إلى مقتل مشجعين لليدز في اسطنبول خلال رحلة الفريق في كأس الاتحاد الأوروبي قبل نحو ثلاثة أعوام، كما رفعت مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق من حدة الغضب والبغض لكل ما هو إنكليزي بين الجماهير التركية التي تفاعلت مع خسارة منتخب بلادهم في لقاء الذهاب في التصفيات ذاتها صفر-2 مطلع العام الجاري، وعلقت مناظر الاحتفالات المبالغة من قبل اللاعبين الإنكليز وجماهيرهم بعد هذا النصر في ذهن المشجعين الأتراك. وعلى صعيد اللاعبين، فإن إريكسون ارتطم بعقبة أخرى حرمته من ضم مدافع مانشستر يونايتد ريو فرديناند الذي فشل في تقديم عينة للكشف عن المنشطات خلال تفتيش روتيني الشهر الماضي ما قد يعرضه إلى عقوبة الحرمان لمدة عامين من مزاولة اللعبة... على رغم أنه نفى أساساً تعاطيه لأي نوع من المنشطات والمخدرات، وأن ما حدث كان بسبب نسيانه ما طلب منه بسبب انشغاله في الانتقال إلى منزل جديد وقدم العينة المطلوبة بعد يومين من الموعد المحدد. واعترف إريكسون بفشله في إقناع المسؤولين بالعدول عن قرار عدم ضم فرديناند لتشكيلته، كما أنه يصارع من أجل التأكد من شفاء نجميه أوين وبيكهام من إصابتيهما خصوصاً أنهما سجلا 27 هدفاً من مجموع 60 هدفاً سجلها المنتخب في المباريات التي خاضها تحت قيادة المدرب السويدي... فيما صنع بيكهام أكثر من نصفها. وبالنسبة إلى تركيا فإن التاريخ يقف ضدها، وسجلها أمام إنكلترا غير مشرف. فمنذ عام 1984 خسر الأتراك 8 مباريات من أصل تسع، وتعادلوا سلباً في لقاء واحد... ولم يسجلوا أي هدف ضد الانكليز، فيما هزت شباكهم 31 مرة. لكن في السنوات الخمس الأخيرة أصبح الأتراك أكثر ثقة وخبرة وموهبة في مواجهة أعتى المنتخبات العالمية، وهذا ما يدفعنا إلى طرح سؤال مهم: إلى متى سيظل الإنكليز "عقدة" الأتراك؟