انتقد تيري رود لارسن، مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، الغارة الإسرائيلية ضد سورية الأحد، مُعتبراً ان الدولة العبرية "خرقت سيادة دولة جارة واتفاقاً موقعاً" مع سورية العام 1974 لفك الاشتباك بينهما بعد حرب 6 تشرين الأول اكتوبر. ودعا الاطراف المعنية الى "الاعتدال وضبط النفس" لأن الوضع في الشرق الاوسط "معقد وخطير جداً"، رافضاً اعتبار أن التصعيد "انتهى عند هذا الحد". وأجرت "الحياة" حديثاً مع لارسن بعد لقائه الرئيس بشار الاسد. في ما يأتي نصه: بعد لقاءاتك مع المسؤولين الاسرائيليين واللبنانيين والسوريين، هل انت واثق من انه لن يكون هناك تصعيد جديد في المنطقة؟ - لا، بالعكس. أجريت محادثات جيدة مع الاطراف المعنية، لكن التوتر العام في المنطقة معقد وعال جداً. لذلك اعتقد ان ليست هناك أي ضمانات بأنه سيكون هناك هدوء في المستقبل القريب. ما احاول فعله هنا ومع اللبنانيين والاسرائيليين هو الدعوة الى ضبط النفس والاعتدال من كل الاطراف. والسعي الى ايجاد آلية لتهدئة الوضع للعودة الى طاولة المفاوضات للبحث في القضايا الجوهرية. وبالطبع فإن القضايا الجوهرية هي العنف والاحتلال. وما لم ننظر الى المدى الطويل وما لم نبدأ بالنظر الى بداية نهاية الاحتلال في المستقبل القريب، فإنني أرى فرصاً صغيرة جداً لرؤية نهاية للعنف. إن مسألتي الارهاب والاراضي مترابطتان. هذا في المدى البعيد. ولا يمكن الوصول اليها حتى عندما نبدأ المفاوضات حولها ما لم ننجح في خفض مستوى التوتر. إننا في مرحلة صعبة جداً على المسار الاسرائيلي - الفلسطيني. وهناك توتر على الخط الازرق بين لبنان واسرائيل. وهناك توتر بعد الضربة الجوية على سورية عبر الحدود بين سورية واسرائيل. كل هذا على خلفية وضع أوسع من افغانستان الى العراق. بالنسبة الى الشرق الاوسط، الوضع معقد وخطير جداً. وواجبنا في الاممالمتحدة فعل كل ما نستطيع لاقناع الاطراف المعنية وتشجيعها على التزام الاعتدال وضبط النفس. هل يعني ذلك انك تتوقع توتراً اضافياً في جنوبلبنان او اعتداء آخر على سورية؟ - لم اقل إنني اتوقع أي شيء. لكن ما اقوله هو ان التوتر عال جداً على كل الجبهات. وكل طرف يجب عليه التزام اقصى درجات الحذر لإن أي حادثة غير مقصودة يمكن ان تؤدي الى ردود أفعال غير حميدة. لذلك على كل الاطراف إظهار مسؤولياته وضبط النفس والهدوء في الأيام والاسابيع المقبلة. وعد كوفي أنان الرئيس بشار الأسد قبل يومين بالقيام بأقصى ما يمكن لمنع تكرار الاعتداء الاسرائيلي على سورية. ماذا يمكن ان تقوموا به تجاه اسرائيل؟ - الأمين العام وأنا تحدثنا ونتحدث مع كل الاطراف المعنية في المنطقة والعالم والاطراف الاساسية. نبذل اقصى الجهود للمشاركة في خفض مستوى التوتر الذي حصل أخيراً. ماذا تتوقعون من الاطراف المعنية في جنوبلبنان؟ - اننا راضون لأن سورية اختارت الأممالمتحدة وسيلة لحل هذا الصراع. نحن نشجع جميع الاطراف على فعل الشيء ذاته في اختيار مجلس الأمن لمناقشة القضايا ولايجاد حلول للتقدم باسلوب سلمي. إن الامين العام وانا نحاول دعم هذا الاتجاه. التقيت قائد "القوات الدولية لفك الاشتباك" بين سورية واسرائيل. هل بحثتما في موضوع خرق اسرائيل لهذا الاتفاق للمرة الأولى منذ العام 1974؟ - كان بين المواضيع التي بحثناها. وقررنا البقاء على اتصال مع قائد القوات الذي لديه المسؤولية الاساسية لمراقبة تنفيذ الاتفاق بين سورية واسرائيل. هذه مهمة سلمية اساسية للأمم المتحدة. وسنبقى في اتصال مستمر. باعتبار انه الخرق الاول لهذا الاتفاق، كان هناك توقع لمواقف اوضح من الاممالمتحدة؟ - ليس من اختصاصي القول عن مدى الرضى على مواقف الاممالمتحدة. لكن الاطراف كافة سمعت تصريحات الأمين العام. كما ان قائد القوات الدولية كان على تواصل مع نظرائه السوريين ونقل اليهم مواقف الأممالمتحدة حول المسألة. بالنسبة الى "خريطة الطريق"، قيل انها "ولدت ميتة". كما ان الاميركيين ابتعدوا عنها. هل تعتقد انها المشروع السلمي الوحيد المطروح؟ - اعتقد ان الأمر المهم ان "خريطة الطريق" تعكس اجماعاً دولياً خصوصاً في شأن نهاية احتلال اراضي العام 1967. انها شاملة تتناول كل المسارات في عملية السلام. هذا هو هدفها الاساسي. وعلى المسار الفلسطيني الهدف اقامة دولتين، اسرائيل وفلسطين، تعيشان جنباً الى جنب بسلام على أساس الانسحاب من اراضي العام 1967. يجب ألا يبعدنا التوتر الحالي في المنطقة عن هذه الاهداف. وفي هذا الاطار، فإن تحقيق اهداف "خريطة الطريق" ملح أكثر من أي وقت سابق. ستلتقي مع المسؤولين الاسرائيليين بعد محادثاتك في لبنان وسورية والاردن، هل من "رسالة" تحملها الى اسرائيل؟ - انني لا أحمل رسالة أي طرف، بل رسالة الأممالمتحدة وهي أن على جميع الاطراف، بما فيها اسرائيل، التزام القانون الدولي والاتفاقات الموقعة. كانت هذه رسالتي خلال لقاءاتي مع المسؤولين الاسرائيليين قبل يومين ولا تزال هذه رسالتي اليهم والى المسؤولين اللبنانيين والسوريين. قلت انك راض عن الموقفين السوري واللبناني، هل انت راض عن الموقف الاسرائيلي؟ - خرقت اسرائيل سيادة دولة جارة واتفاقاً موقعاً اتفاق فك الإشتباك. بالطبع عبّرنا بأقوى لهجة عن عدم رضانا على هذا الفعل. وما يجب فعله ايضاً الاعراب عن عدم رضانا مع الخروق الحاصلة على الجانب اللبناني من الخط الازرق. ويجب ملاحظة هذا لإننا نطلب من جميع الاطراف عدم القيام بأي خرق للاتفاقات الدولية والقانون الدولي. وعلى كل طرف تحمل مسؤوليته.