اكدت المملكة العربية السعودية ومصر امس رفضهما الاعتداءات الاسرائيلية على الشعب الفلسطيني ودعتا الولاياتالمتحدة واللجنة الرباعية الدولية الى حضّ اسرائيل على التزام بنود خطة "خريطة الطريق". وجددتا رفضهما قرار اسرائيل ابعاد الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات المنتخب شرعياً عن وطنه محذرتين من خطورة هذه الخطوة على عملية السلام. جاء ذلك خلال محادثات اجراها الرئيس المصري حسني مبارك امس في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز خلال زيارة استمرت ثلاث ساعات. ووافق الرئيس الفلسطيني ليل الاثنين - الثلثاء على اقتراح رئيس الوزراء المكلف احمد قريع ابو علاء تشكيل حكومة فلسطينية مصغرة مؤلفة من 10 او 12 وزيراً بدلاً من حكومة موسعة. وفي غضون ذلك رسمت اسرائيل شكوكاً كبيرة في امكان ابرام صفقة لتبادل الاسرى مع حزب الله اللبناني. راجع ص 4 و 5 واكد مسؤول فلسطيني رفيع المستوى طالباً عدم الكشف عن هويته امس ان "ممثلين عن الفصائل الفلسطينية سينضمون الى هذه الحكومة" المصغرة، موضحاً ان "الحكومة المصغرة ستقدم على الاغلب الى المجلس التشريعي الفلسطيني لنيل الثقة الخميس المقبل". وقال ان بعض الوزراء سيبقون في مناصبهم وهم وزراء الشؤون الخارجية نبيل شعث والمالية سلام فياض والتعليم نعيم ابو الحمص، مشيراً الى ان حقيبة الداخلية سيعهد بها على الارجح الى اللواء نصر يوسف. واكد "ابو علاء" نفسه في مقابلة مع صحيفة "القدس" نشرت امس انه "لم يعرض حتى الآن بشكل رسمي اي منصب وزاري على اي تنظيم او اي شخص. والمهم الآن هو الاتفاق على برنامج يمكّن الفلسطينيين من تجاوز هذه المرحلة الخطيرة. وأكد أنه انهى امس مشاوراته مع القوى والفصائل كافة بشأن تشكيل الحكومة المقبلة. ويشار الى ان حركتي "حماس" و"الجهاد الاسلامي" و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" اعلنت رفضها الانضمام الى الحكومة. وبموجب القانون الاساسي من المفروض ان يعلن الرئيس حال الطوارىء وبعدها يتم تشكيل الحكومة المصغرة، وهو ما لا يتطلب في هذه الحال موافقة المجلس التشريعي اذ ان قرار تشكيلها يصدر بمرسوم رئاسي على ان يستمر عملها لمدة شهر، مع امكان تمديد الفترة لثلاثين يوماً اخرى، ولكن بعد مصادقة ثلثي اعضاء المجلس التشريعي. على صعيد آخر، عبر مسؤولون اسرائيليون في اليومين الاخيرين عن تشاؤم متزايد بإمكان ابرام صفقة تبادل الأسرى بين اسرائيل و"حزب الله". واكدت مصادر صحافية ان وراء التراجع الاسرائيلي عن قبول صيغة الاتفاق التي سربت الى وسائل الاعلام، ضغطاً شعبياً واعلامياً وتحفظات مسؤولين كبار في الحكومة وقيادة الجيش بالإضافة الى تحرك عائلة الطيار المفقود رون اراد قضائياً وشعبياً ضد اطلاق الحاج مصطفى الديراني باعتباره "ورقة مساومة" للضغط على "حزب الله" وايران لتزويدها معلومات عن ابنها المفقود منذ 17 عاماً. المحادثات السعودية - المصرية وكان الملك فهد بن عبدالعزيز عقد اجتماعاً مع الرئيس المصري في حضور ولي عهده الأمير عبدالله والنائب الثاني لرئيس الوزراء وزير الدفاع والطيران الأمير سلطان وكبار المسؤولين السعوديين، ومن الجانب المصري الوفد المرافق الذي ضم وزير الإعلام صفوت الشريف ورئيس المخابرات عمر سليمان والمستشار السياسي للرئيس الدكتور أسامة الباز ورئيس سكرتارية الرئيس اللواء جمال عبدالعزيز. وعقدت جلسة محادثات سعودية مصرية ثانية ترأسها الرئيس مبارك وولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز. وذكرت وكالة الأنباء السعودية ان المحادثات السعودية المصرية "تناولت استعراضاً للتطورات على الساحات العربية والاسلامية والدولية وبخاصة القضية الفلسطينية وما يتعرض له الشعب الفلسطيني وقيادته من حصار وقتل وتدمير على يد قوات الاحتلال الاسرائيلية والجهود المبذولة للوصول الى حل عادل لهذه القضية".