بدأ إسلاميان مصريان بارزان في إعداد كتاب تعهدا فيه كشف وثائق تتعلق ب"جماعة الجهاد" المصرية التي يقودها الدكتور أيمن الظواهري، وتنظيم "القاعدة" الذي يقوده اسامة بن لادن، تتضمن اسباب التحالف بين الجماعتين العام 1998 ومعلومات عن خلافات بسبب اعتراض قادة في التنظيم المصري على هذا التحالف. وأعلن مدير "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" في لندن السيد هاني السباعي، ومحامي الجماعات الإسلامية في مصر السيد منتصر الزيات اللذان كانا اجتمعا سوياً على صفحات كتاب "الظواهري كما عرفته" الذي نشرت "الحياة" فصوله في كانون الثاني يناير الماضي، والذي كتبه الزيات وصاغ مقدمته السباعي، انهما سينهيان صوغ الكتاب الذي سيحمل اسم "الوثائق السرية للجهاد" قريباً ليطرح في الأسواق في أيلول سبتمبر المقبل، في ذكرى مرور سنة على الهجمات في نيويورك وواشنطن. ووفقاً للسباعي والزيات، يتضمن كتابهما "وثائق تكشف للمرة الأولى عن نشأة التنظيم في مصر والعلاقات التي جمعت بين قادته وعناصره واسباب التحالف مع بن لادن والخلافات العنيقة التي عصفت بالجماعة بسبب ذلك التحالف". ويضم الكتاب ايضاً "عرضاً لمراسلات بين الظواهري وعدد من مساعديه". ولم يذكر المؤلفان كيفية حصولهما على الوثائق، لكنهما أوضحا أنهما سيشيران إلى مصادرها في الكتاب نفسه وأنهما يسعيان إلى إجلاء الحقيقة والرد على استفسارات وأسئلة فرضتها أحداث أيلول وتداعياتها والقاء الضوء على اسلوب عمل التنظيم لا تقبل التشكيك من أي جهة. ومعروف أن السباعي والزيات اتهما معاً العام 1981 في قضية "الجهاد الكبرى"، بعد اغتيال الرئيس انور السادات. وبعدما بُرءا عملا معاً في مكتب للمحاماة شاركهما فيه الاصولي البارز ثروت صلاح شحاتة، الفار من تنفيذ حكمين غيابيين بالإعدام، الأول صدر العام 1994 في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء السابق الدكتور عاطف صدقي والثاني العام 1999 في قضية "العائدون من ألبانيا". واجبرت الملاحقات الأمنية السباعي على الخروج من مصر، ولم يلحق بشحاتة الذي كان اتجه الى افغانستان، وانما اتجه إلى اليمن، حيث عمل هناك. وظلت تلاحقه الاتهامات المصرية بالضلوع في نشاطات تنظيمية لجماعة "الجهاد". ومن صنعاء رحل السباعي إلى لندن حيث قدم طلباً للحصول للجوء السياسي. وورد اسمه ضمن لائحة المتهمين في قضية "العائدون من البانيا" بناء على اعترافات متهمين فيها عن ادوار اضطلع بها في التنظيم قبل ان يفصله الظواهري لمعارضته الدائمة لسياسته. ورغم نفي السباعي ان يكون هو الشخص نفسه الذي تحدثت أوراق القضية عنه، إلا أن المحكمة قضت عليه غيابياً بالأشغال الشاقة المؤبدة. وقبل نحو سنتين افتتح "مركز المقريزي للدراسات التاريخية" وبعد وقوع أحداث أيلول كتب مقدمة كتاب الزيات، وتضمنت انتقادات لزعيم "الجهاد" في شأن اسلوب إدارته للجماعة والسياسات التي أصر على تطبيقها رغم معارضة زملائه. وأكد الزيات أن الهدف من الكتاب "لن يكون الإضرار بالمراكز القانونية أو الأدبية لأي من الأشخاص الذين ظلت الأجهزة الأمنية ووسائل الإعلام العالمية تتداول اسماءهم في الفترة الأخيرة، وإنما تصحيح المعلومات الخاطئة وتقويم مسيرة الحركة الإسلامية بموضوعية من دون إسباغ قداسة على أشخاص بعينهم أو إلصاق التهم لهم جزافا".