وجهت موسكو انتقادات الى الولاياتالمتحدة بسبب مواقفها من ايران وسورية، وأكد مسؤول "ملف الارهاب" فياتشيسلاف تروبنيكوف ان واشنطن لم تقدم براهين على تورط طهران أو دمشق في دعم الارهاب. وأشار الى ان المملكة العربية السعودية "لا تساعد منظمات راديكالية". وعشية الزيارة التي يقوم بها نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام الى موسكو في 14-17 من الشهر الجاري، قال تروبنيكوف، وهو النائب الأول لوزير الخارجية ورئيس جهاز الاستخبارات سابقاً والذي يشرف على العلاقات "الحساسة" مع الدول الأخرى، ان الاتهامات الاميركية لسورية في شأن الارهاب وتطوير التكنولوجيا الصاروخية "ليست جديدة"، إلا انه قال ان واشنطن "لم يصل بها الأمر حد ابراز الحقائق". وفي ما يتعلق بوجود تنظيمات فلسطينية توصف بأنها "متطرفة" في الأراضي السورية، قال تروبنيكوف ان دمشق شددت على أن لهذه التنظيمات "وظيفة اعلامية" فقط، بينما ترى سورية ان "حزب الله" يمارس نشاطاً تحررياً. كما انتقد تروبنيكوف في حديث الى وكالة "ايتار تاس" وضع ايران في "محور شر"، وقال ان هذا "ليست له مبررات كافية" معتبراً ايران "شريكاً اقليمياً مهماً" لروسيا. وأضاف ان طهران "اثبتت عملياً، خصوصاً في افغانستان، استعدادها للمشاركة في مكافحة الارهاب". وزاد انها تتبع "سياسة ايجابية" في افغانستان والشرق الأوسط وتتعاون مع موسكو في تسوية النزاعات الاقليمية. وفي معرض نفيه تزويد دول أخرى أسلحة ممنوعة قال تروبنيكوف ان روسيا لا مصلحة لها في ظهور "دول على حدودها الجنوبية" تملك تكنولوجيات صاروخية واسلحة دمار شامل. إلا أن السفير الاميركي في موسكو الكسندر فيرشبو اكد في حديث الى وكالة "انترفاكس" ان التعاون الروسي مع طهران يساعد الأخيرة في ان يكون لها "نو هاو" في مجال صناعة السلاح النووي. وأشار الى أن الولاياتالمتحدة "تشعر بالقلق" حيال هذا التعاون، وتعتقد انه "يتطلب مزيداً من الاهتمام". على صعيد آخر قال تروبنيكوف ان موسكو تتابع "النقاشات" السعودية - الاميركية في شأن مكافحة الارهاب. وأضاف ان "القيادة السعودية بدأت مراجعة جدية" للعلاقات مع المنظمات الدينية، وهي "تمتنع عن تقديم مساعدات للمنظمات الراديكالية باستثناء الفلسطينية" اضافة الى انها اعتمدت قواعد جديدة في المجال المالي، وشددت الرقابة على النشاط المصرفي. وانتقد النائب الأول لوزير الخارجية مواقف "جزء من النخبة" السياسية الاميركية الذي قال انه "يظهر رغبة في املاء الشروط على العالم". وأضاف ان محاولات الاستئثار بدور الشرطي العالمي "عقيمة وغير واقعية". وفي ما يتعلق بالشرق الأوسط دعا تروبنيكوف الى "كسر دوامة العنف"، التي قال انها تؤدي الى "تجذير المواقف وتغذية القوى المتطرفة". وحذر من احتمال اتساع نطاق النزاع في الشرق الأوسط وقال ان مثل هذا التطور سيضر بالاستقرار العالمي وسيشكل خطراً على المصالح الوطنية لروسيا.