سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لبنان: عودة البث الفضائي الى "نيو تي في" تسبق مجلس الوزراء وتثير أزمة بين رئيسي الجمهورية والحكومة . شيراك بعد لقائه الحريري في باريس: منطقة الشرق الأوسط لا تحتاج الى حرب اضافية
تناولت المحادثات التي اجراها رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك في باريس امس الوضع في الشرق الأوسط اضافة الى نتائج مؤتمر "باريس - 2". وفي وقت شرح الرئيس الحريري للرئيس شيراك اسباب القرار الذي اخذه بوقف البث الفضائي عن محطة "نيو تي في" اللبنانية، أعيد بعد ظهر امس البث الى هذه المحطة بصورة مفاجئة، وتردد ان ذلك حصل بعد اجتماع تم صباح امس بين وزير الاتصالات جان لوي قرداحي الذي عاد من السفر أوقف البث الفضائي بناء على مذكرة بعثها اليه الحريري ليل الأربعاء الخميس الماضي وبين رئيس الجمهورية اميل لحود. وعلمت "الحياة" ان رئيس مجلس ادارة "نيو تي في" تحسين خياط أبلغ صباح امس ادارة التحرير بأن البث الفضائي سيعود الى المحطة خلال ساعات. وفيما لم يذكر تفاصيل اخرى قال: "كما قطع البث سيعاد تشغيله"، وهكذا حصل. أما عودة البث رسمياً فتنتظر الخميس المقبل موعد عقد جلسة مجلس الوزراء الذي سيبحث خلالها واقع الاعلام انطلاقاً من البحث في موضوع "نيو تي في". وأعلنت وزارة الاتصالات ان تلفزيون "نيو تي في" قدم تعهداً أمام قوى الأمن الداخلي عدم بث الحلقة موضع الخلاف من برنامج بلا رقيب وكان موضوعها السعودية، مشيرة الى ان "المحطة نفذت تعهدها". وأضاف "بما ان الحاجة الى وقف البث انتفت طلب من الدوائر المختصة في الوزارة اعادة وصل البث الفضائي العائد للتلفزيون". تأزم وتردد ان تأزماً حصل نتيجة القرار بين الرئيسين لحود والحريري الموجود في باريس بسبب اعادة البث الفضائي قبل جلسة مجلس الوزراء. وأفادت أوساط سياسية ان رئيس المجلس النيابي نبيه بري ومسؤولين سوريين دخلوا على خط التهدئة لتسوية هذا التأزم إذ ان وزير الاتصالات سمح بإعادة البث من دون العودة الى الحريري. ونقلت الناطقة الرسمية باسم الرئيس الفرنسي جاك شيراك كاترين كولونا عن شيراك انه خلال لقائه امس رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري أكد قناعته بأن منطقة الشرق الأوسط لا تحتاج الى حرب اضافية او المزيد من التوتر. وقالت انه يرى وجوب الاستمرار في النهج الذي اعتمد منذ تبني قرار مجلس الأمن الرقم 1441 حول نزع التسلح في العراق. ونقلت كولونا عن شيراك انه "يرى أهمية ان يفهم العراق ان التعاون الكامل والنشط مطلوب منه من الأسرة الدولية وبشكل اجماعي". وقالت ان موقفي الرئيس الفرنسي ورئيس الحكومة اللبنانية قريبان جداً في هذا الموضوع. وذكرت كولونا ان اللقاء بين شيراك والحريري تناول بالتفصيل نتائج مؤتمر "باريس - 2" الذي عقد في باريس في تشرين الثاني نوفمبر لمساعدة لبنان في خفض عبء دينه. وقالت ان الرئيس شيراك رأى ان ما أنجز منذ هذا المؤتمر يشير الى احراز تقدم وان الأمور تتطور في شكل جيد. وأفادت كولونا ان شيراك والحريري قوّما الوضع في الشرق الأوسط وان لبنان وفرنسا أعربا عن قلقهما حيال ما يجري من تطورات بين الفلسطينيين والاسرائيليين. وأشارت الى ان الرئيس الحريري تناول مع شيراك مسألة منع التلفزيون الجديد من بث احد البرامج وشرح للرئيس الفرنسي أسباب أخذه هذا القرار. وبدأ اللقاء بين الحريري وشيراك منفرداً ثم حضره من الجانب اللبناني السفير ايليزيه علم ومستشار الحريري بازيل يارد ومن الجانب الفرنسي مستشار الرئيس أندريه باران اضافة الى كولونا وانتهى بغداء منفرد بين شيراك والحريري. وأوضح الحريري بعد اللقاء، ان البحث تركز على الوضع الاقليمي وفي الضفة الغربية والأراضي المحتلة وموضوع العراق والتطورات في المنطقة المتعلقة به "كي لا تقع الحرب لأن العراق يتعاون الآن مع المفتشين ومندوبي الأممالمتحدة". وقال: "ان ما يحصل في الضفة الغربية والأراضي المحتلة مستنكر من الجميع وخصوصاً قتل الفلسطينيين من دون أي محاكمات بل بأوامر حكومية اسرائىلية". وعن موضوع العراق قال الحريري: "لا شك في ان خطر الحرب لا يزال قائماً لكن هناك تعاوناً من جانب العراق وهذا واضح للجميع ومعترف به من الدول كافة". وعن طرح تنحي الرئىس صدام حسين في مقابل امتناع اميركا عن ضرب العراق، قال: "ان ذلك يخص القيادة العراقية، ولم نتطرق اليه خلال المحادثات". وأكد ان "هناك ارتياحاً فرنسياً كبيراً لنتائج مؤتمر باريس - 2 والى رد الفعل الايجابي الذي حصل في لبنان لناحية خفض الفوائد واقبال اللبنانيين على الاستثمار في لبنان وزيادة الايداعات في المصارف اللبنانية، والجو الايجابي الذي لمسه الجميع بعد المؤتمر". وأشار الى ان "هناك نقاشاً مستمراً مع صندوق النقد الدولي وعلاقة جيدة، واتصالاً مستمراً، وحين نرى الوقت مناسباً فقد نعقد اتفاقاً". عودة البث من جهة ثانية، وبعد انقطاع دام أربعة أيام على قرار وقف البث الفضائي عن "نيو تي في" عاد هذا البث الى المحطة قرابة الثالثة والربع من بعد ظهر امس بصورة مفاجئة من دون ان تعرف ظروف وملابسات استئنافه. واكتفى رئيس مجلس ادارة التلفزيون المذكور تحسين خياط بالقول ان "وزير الاتصالات كان في اجازة وعندما عاد تراجع عن الخطأ. ونحن نعطي صدقية للوزير قرداحي بهذا الموقف المشرّف على رغم ضغوط رئيس الحكومة للاستمرار في قطع البث الفضائي بطريقة غير قانونية". وكان الوزير قرداحي بعث بكتاب الى الرئىس الحريري أبلغه فيه انتفاء الحاجة الى وقف البث بعدما نفذت المحطة تعهدها. وأذاعت المحطة التي اصدرت بياناً بهذا الخصوص خبر عودة البث الفضائي على النحو الآتي: "عادت "نيو تي في" الفضائية الى البث قبل لحظات ونحن نخاطبكم عبرها، عاد رئيس البلاد وعاد القانون ليطبق، وعاد وزير الاتصالات عن خطئه، والعودة عن الخطأ فضيلة. اسقطت من يد رئيس الحكومة مسألة التفرد بالقرار واستباحة القوانين. المعركة لا تبدو الى نهاية محسومة، لأنه صراع دائم بين الحق والباطل، ولكن على الأقل يمكن القول اننا ربحنا جولة في المعركة من اجل الحريات، وخصوصاً الحريات الاعلامية. نحن وضعنا انفسنا تحت سقف القانون ونستحق الانصاف. الحرية والحق هما سمة لبنان، ونتمنى ان ينعم بهما كل انسان وكل مؤسسة وكل من حرم منها ولا سيما زميلتنا ام تي في". وكانت تواصلت امس ردود الفعل المؤيدة والمنتقدة للتدبير الاحترازي القضائي الذي لجأ اليه القضاء بوقف البث الفضائي ل"نيو تي في" التي كانت ستبث ليل الأربعاء الماضي حلقة في برنامج "بلا رقيب" تتناول الشأن الداخلي للمملكة العربية السعودية. العريضي وقال وزير الاعلام غازي العريضي انه "لو أردنا انتظار عقد جلسة لمجلس الوزراء لاتخاذ قرار في شأن بث الحلقة فضائياً لكان الضرر وقع على مصالح لبنان. وتجنباً لهذا الأمر اقترح اتخاذ الاجراء الذي طبق". وقال رئيس الحكومة انه سيأخذ الاجراء على مسؤوليته ثم تناقش المسألة في مجلس الوزراء. ونفى العريضي ان يكون قد وجه اي تهديد لرئيس مجلس ادارة "نيو تي في". وقال العريضي في حديث أجرته معه محطة "ال بي سي": "دعينا الى اجتماع كوزيرين للاعلام والخارجية محمود حمود وفي خلال الاجتماع طرح اقتراح اقفال المحطة ورفضت هذا الأمر انطلاقاً من تمسكي بالقانون على رغم الاجماع حول ضرورة عدم الاساءة للمملكة العربية السعودية خصوصاً ان الاعلان عن الحلقة فيه توجيه واضح للمضمون والضيوف الذين كانوا مدعوين للمشاركة فيها وهي مباشرة ومعروف سلفاً الكلام الذي يعلنونه". وأضاف: "ان المدعي العام التمييزي القاضي عدنان عضوم توصل خلال الاتصالات الى اقتراح تأجيل بث الحلقة. وحصلت اتصالات مع رئيس الجمهورية اميل لحود من جانب الرئيس الحريري. واتصلت برئيس الجمهورية أيضاً. وحصل اتصال بالقاضي عضوم، واستنفدنا كل الأمور وحاولنا ان نجنب البلد مجرد نقاش في هذه المسألة، وعلى رغم ايجابيتي المطلقة اعتبروا ان كل ما قلته كان تهديداً فليكن ليتحمل كل واحد مسؤوليته". وقال: "بقيت الاتصالات مفتوحة مع القاضي عضوم الذي كان من رافضي الاقفال وأصرّ على ابقاء التواصل مع الاحتفاظ لنفسه بمخرج من ضمن القانون يقضي بوقف الحلقة. اما رئيس الحكومة فأخذ على نفسه وانطلاقاً من مسؤولياته منع تعريض مصالح لبنان للأذى واتخاذ الاجراء القاضي بوقف البث الفضائي والذي استتبع ردود فعل مختلفة". وأكد "ان كل الاتصالات كانت تجري لإيجاد صيغة مدعمة بالقانون والسياسة لاخراج هذا الموضوع بالطريقة الأفضل لذلك قلت ان المسألة تعطى أكبر من حجمها وتفتح في شأنها نقاشات وأحقاد وحسابات شخصية ومالية نحن في غنى عنها". من جهته، قال وزير الدولة بيار حلو: "ان اي نظام او اي حكومة في لبنان لن تستطيع منع مناخ الحرية الذي هو الضمانة الوحيدة للطوائف والاحزاب"، مشيراً "الى قضيتي تلفزيوني ال"ام تي في" وال"نيو تي في"". وذكّر بما سبق وجرى من ارتكابات ومخالفات في تلفزيون لبنان وتلفزيون المستقبل خلال الحملات الانتخابية، معتبراً ان "الرئيس الحريري تفرّد باتخاذ القرار في شأن وقف البث الفضائي للتلفزيون الجديد".