يلتقي رئيس الوزراء التركي عبدالله غل اليوم الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ بعدما أنهى زيارته لسورية حيث اجرى محادثات مع الرئيس بشار الاسد حول الازمة العراقية. واعلن ان الوقت ما زال مواتياً لحل لتجنب الحرب، خصوصاً اذا تضافرت جهود دول المنطقة و"سيكون لها تأثير كبير لمنع وقوع الحرب التي ستفتح ابواب جهنم". وأعرب غل عن مخاوفه من ان يؤدي غزو العراق الى تفكيكه و"تقطيع اوصاله" لكنه قال ان تجنب الحرب مرتبط بموقف بغداد من القرارات الدولية. دمشق، القاهرة - "الحياة"، رويترز - التقى رئيس الوزراء التركي عبدالله غل والرئيس السوري بشار الاسد في دمشق امس في بداية جولة في الشرق الاوسط للبحث في سبل تجنب الحرب الاميركية على العراق شبهها ب"فتح ابواب الجحيم". وقال انه بحث مع الاسد خطوات محددة لمحاولة تفادي الحرب لكنه لم يعط تفاصيل. واضاف: "نريد بذل كل ما في وسعنا. وهذا يعني الا نكتفي بقول اننا لا نريد الحرب ثم نجلس وننتظر اندلاعها... ما زلنا نعتقد ان من الممكن حل هذه المشكلة من دون حرب". ويتوقع من تركيا بصفتها حليفا وثيقاً للولايات المتحدة وعضواً في حلف شمال الاطلسي فتح مجالها الجوي وتقديم دعم لوجستي،. لكن انقرة تتلكأ في تقديم تعهد واضح على أمل تجنب الحرب وما قد تجلبه عليها من اضطرابات سياسية واقتصادية. وقال غل في مقابلة مع صحيفة تركية في انقرة "العراق مثل صندوق باندورا الذي اذا فتحته تكون قد فتحت ابواب الجحيم. ونحن لا نريد ان يفتح هذا الصندوق هنا". وزاد: "هذا الصندوق يجب ألا يفتح. والعراق بجب الا تقطع اوصاله لانه لن يكون ممكناً اعادة كل شيء الى ما كان عليه داخل الصندوق مرة اخرى". وتابع ان المسؤولية الرئيسية في تجنب حرب تقع على عاتق العراق الذي عليه ان يظهر للعالم كله انه ملتزم بقرارات مجلس الامن. وتحاول حكومة حزب "العدالة والتنمية الجديدة" في تركيا تهدئة المخاوف من جذورها الاسلامية وتعهدت التزام العلاقات الوثيقة مع حلفائها الغربيين. وفي الوقت نفسه يعارض جمهور الحزب وغالبية المواطنين في تركيا بشدة شن حرب ضد العراق كما تخشى انقرة ان تلحق هذه الحرب ضرراً باقتصادها واحتمال ان تؤدي الى تفتيت العراق. ويجتمع غل الاثنين مع العاهل الاردني الملك عبد الله في عمان قبل ان يعود الى انقرة. ثم يزور السعودية في 11 الجاري. وقال "اذا تعذر الوصول الى حل من خلال الوسائل السلمية واذا وقعت حرب لا يريدها احد فإن العواقب السلبية في المنطقة تعنينا جميعاً". وردا على سؤال عن اقتراحات بان يغادر الرئيس صدام حسين العراق الى بلد عربي آخر لتجنب الحرب قال انه لم يناقش هذا مع الاسد. واكد أول مسؤول كبير في الحكومة التركية الجديدة يقوم بجولة في الشرق الاوسط انه يحاول تنسيق الجهود لتجنب حرب في العراق. واضاف "سيكون لجهودنا تأثير كبير اذا نسّقنا في ما بيننا". وذكرت السلطات التركية انها لا يمكنها اتخاذ قرار في المشاركة في أي حرب على بغداد قبل ان يرفع المفتشون تقريرهم الى مجلس الامن. وقال غل: "يجب ان تستنفد جميع السبل الديبلوماسية وان تجرب كل وسيلة. ونحن في هذه المرحلة الآن" وتخشى تركيا ان يثير اندلاع حرب في العراق اضطرابات بين الاكراد جنوب شرقي البلاد اذا انتهز الاكراد العراقيون الفرصة للسعي من اجل الاستقلال. في مصر يجري غل اليوم محادثات في منتجع شرم الشيخ مع الرئيس حسني مبارك. وقالت مصادر سياسية مصرية إن رئيس الوزراء التركي يلتقي ايضاً نظيره المصري الدكتور عاطف عبيد للبحث في العلاقات الثنائية خصوصاً التجارية بين البلدين. وأوضحت المصادر أن جولته تستهدف التشاور بين تركيا والدول العربية التي تشملها حول المشكلة العراقية. وأكدت المصادر اتفاق الموقفين المصري والتركي على ضرورة تجنب الحرب. وتنتظر القاهرة من غل ان يطلعها على حقيقة موقف بلاده من العمليات والمناورات العسكرية التي تجريها مع الولاياتالمتحدة واسرائيل. الى ذلك غادر رئيس الوزراء البريطاني السيد توني بلير وأفراد اسرته القاهرة صباح امس في ختام اجازتهم في مصر.