أعرب وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى عن أمله في ان تفتح زيارته التي تبدأ اليوم لاسبانيا صفحة جديدة في علاقات البلدين. وقال ان بلاده "تحذوها الرغبة والثقة في تجاوز الصعوبات التي تعتري علاقات البلدين"، في اشارة الى تداعيات ملف جزيرة "ليلى" على الساحل المتوسطي للمغرب، والخلافات على تحديد المياه الاقليمية في ضوء الترخيص لشركة اسبانية بالتنقيب عن النفط في سواحل مغربية، اضافة الى الهجرة غير المشروعة والموقف من قضية الصحراء ومستقبل المدينتين المغربيتين المحتلتين سبتة ومليلية. لكن بن عيسى لاحظ ان "الرغبة وحدها لا تكفي، ولا بد ان تكون هناك ارادة سياسية". وتوقع ان يبحث مع نظيرته الإسبانية آنا بلاسيو كل القضايا العالقة "عبر حوار ينطبع بالشفافية والمسؤولية"، فيما يسود اعتقاد بأن حكومة مدريد ترغب بأن يركز اللقاء على البحث في عودة سفيري البلدين ودرس تداعيات الخلافات على جزيرة "ليلى". ويلقي الخلاف على التعاطي مع تطورات قضية الصحراء بظلاله على علاقات البلدين، فالمغرب متمسك بصيغة الاتفاق - الإطار التي اقترحها الوسيط الدولي جيمس بيكر ضمن ما يعرف ب"الحل الثالث"، في حين ان اسبانيا التي لم ترفض الحل صراحة وترى في اسناد الرعاية في تنفيذه الى فرنسا والولايات المتحدة نوعاً من الإقصاء لدورها كمحتل سابق للإقليم. وزاد في تأزيم الوضع حدوث نوع من الوفاق في العلاقة بين اسبانيا والجزائر، مما اعتبرته اوساط مراقبة بمثابة محور جديد يلتقي عند دعم الطرح الجزائري لجهة العودة الى خطة استفتاء الصحراء. في موازاة ذلك، بدت اسبانيا اكثر تشدداً إزاء بدء اي مفاوضات مع المغرب للبحث في مستقبل سبتة ومليلية، ولم ترد، في أي مرحلة، على اقتراح الرباط تشكيل فريق عمل مشترك يدرس آفاق التسوية في نطاق احترام سيادة المغرب والحفاظ على المصالح الاقتصادية والتجارية لاسبانيا.