الرباط - "الحياة" - صرّح وزير الخارجية المغربي السيد محمد بن عيسى بأن الاتصالات بين بلاده واسبانيا ليست مقطوعة". لكنه اضاف: "لا يوجد مع ذلك اي موضوع رهن التفاوض حالياً"، في اشارة الى خلافات البلدين التي اندلعت في الصيف حول جزيرة ليلى وكذلك مستقبل المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية وقضايا الصيد البحري والهجرة والموقف من الصحراء. وقال رئيس الديبلوماسية المغربية خلال زيارته الى بروكسيل واجرائه محادثات مع المسوؤلين في الاتحاد الاوروبي، ان الرباط ترغب في "اقامة علاقات صداقة وحسن جوار وتعاون مع اسبانيا". لكنه رهن ذلك بأن يكون "على اساس حوار واضح وصريح وموضوعي … من دون شروط او حدود". واضاف انه ابلغ المسؤولين في الاتحاد الاوروبي الموقف المغربي بكل صراحة وتلقى اجابات تنم عن الرغبة في "ان يتمكن المغرب واسبانيا من تجاوز خلافاتهما". وكشف ان بلاده بصدد التحضير لزيارة سيقوم بها الى مدريد رداً على زيارة نظيرته الاسبانية انابلاسيو الى الرباط اخيراً. الى ذلك، التقى بن عيسى في بروكسيل مع رئيس الديبلوماسية الاوروبية خافيير سولانا ورئيس المفوضية الاوروبية رومانو برودي ورئيس البرلمان الاوروبي باتي كوكس. الى ذلك، رأت مصادر ديبلوماسية في الرباط ان اثارة وزير الخارجية المغربي ملف العلاقات مع اسبانيا يرمي الى "قطع الطريق على محاولات حكومة مدريد الزجّ بخلافاتها مع المغرب في اطار اوروبي" خصوصاً ان الاتحاد الاوروبي سبق له ان اتخذ موقفاً مؤيداً لاسبانيا في نزاعها مع المغرب على جزيرة ليلى قبل ان يعاود النظر في الموقف ويعتبر الخلاف ثنائياً. وعلى رغم ان حكومة مدريد أبدت ارتياحها الى تعيين رئيس وزراء جديد في المغرب، وهنّأ رئيس الوزراء الاسباني خوسيه ماريا اثنار نظيره المغربي جطو، فإن طابع الحذر ما زال يهيمن على علاقات البلدين، في ضوء ارجاء المغرب زيارة وزير خارجيته لمدريد التي كانت مقررة في ايلول سبتمبر الماضي احتجاجاً على رسو طائرتين اسبانيتين فوق جزيرة "ليلى" قبل ذلك الموعد بقليل.