بدا امس مع اغلاق صناديق الاقتراع في الانتخابات العامة الاسرائيلية ان زعيم حزب ليكود ارييل شارون سيكلف تشكيل حكومة جديدة مستنداً الى غالبية برلمانية توقع مراقبون ان يفوز بها حزبه وسائر أحزاب اليمين العلمانية والدينية المتطرفة. وقد أعطت الاستطلاعات الاولية 36 مقعداً لليكود مقابل 18 مقعداً لحزب العمل و14 لحزب الوسط شينوي، وحصلت القوائم العربية على 10 مقاعد من أصل 120 تضمها الكنيست. وفيما كان الناخبون الاسرائيليون يدلون بأصواتهم، دفن الفلسطينيون سبعة شهداء سقط اربعة منهم امس في مدينة جنين وثلاثة في شمال قطاع غزة اول من امس، فيما أحكمت اسرائيل اغلاقها الضفة الغربية وقطاع غزة الى حين انتهاء الاسرائيليين من عملية الاقتراع. ويرى مراقبون ان بقاء شارون في منصبه يؤدي الى اضافة عنصر تفجير خطير الى الوضع المتفجر اصلاً في المنطقة بفعل المواجهة الاميركية - العراقية. وأعربوا عن تخوفهم من ان يستغل شارون الحرب ضد النظام العراقي لتوجيه ضربات قاصمة الى الفلسطينيين وبغرض فرض "حقائق جديدة" على الارض. وقتل الفلسطينيون الاربعة في جنين لدى توغل نحو عشرين دبابة وسيارة جيب في المدينة لتنفيذ عمليات مداهمة واعتقالات لناشطين ملاحقين. اما في شمال قطاع غزة فقتل ثلاثة فلسطينيين في وقت متقدم من ليل الاثنين عندما قصفت مروحية اسرائيلية من نوع "اباتشي" منزلاً يملكه محمد سلامة احد نشطاء "حركة المقاومة الاسلامية" حماس. واستشهد في القصف ابن صاحب المنزل وابنته 15 و 13 عاماً وأحد اعضاء "كتائب عز الدين القسام"، الجناح العسكري ل"حماس" محمد العطل 27 عاماً. وتوعدت "كتائب القسام" امس بالانتقام لمقتل الثلاثة، وقالت في بيان ان "ردّنا على هذه الجريمة لن يتأخر وسيصل الى الغزاة في كل شبر من ارضنا المحتلة". واكد معلقون اسرائيليون امس انه على رغم توقع فوز اليمين الاسرائيلي بغالبية برلمانية، فإن شارون سيواجه مصاعب جمة في تشكيل الحكومة الجديدة لسببين رئيسيين، أولهما اصرار زعيم حزب "العمل" عمرام متسناع على عدم الدخول في حكومة كهذه والتزامه توفير "شبكة أمان" لها في حال قررت اخلاء مستوطنات أو تدخلت اسرائيل في الحرب الأميركية المتوقعة على العراق، والسبب الثاني اعلان حزب الوسط "شينوي" المتوقع أن يرفع تمثيله 6 مقاعد حالياً رفضه الدخول في شراكة مع حركة "شاس" الدينية الشرقية. ويستبعد المعلقون ان يخرق كل من متسناع وزعيم "شينوي" تومي لبيد وعده، ما يبقي أمام شارون خيار تشكيل حكومة يمينية ضيقة يكون فيها حزبه "ليكود" أكثر الأحزاب اعتدالاً فيما يلعب حزب "الاتحاد القومي" المتطرف بزعامة افيغدور ليبرمان الذي دعا الى قصف أسوان وايران ودمشق وجعل لبنان "أرضاً محروقة" دوراً بارزاً فيها. ويقول المعلقون ان شارون يدرك ان حكومة من دون "ورقة توت" تتمثل بشمعون بيريز وعمرام متسناع ستسبب له متاعب كثيرة على الصعيد الدولي. واعلن متسناع أمس انه لا بد أن يقود "العمل" الى انتصار "ان لم يكن غداً فليكن بعد غد"، ملتزماً قيادة حزبه على مقاعد المعارضة بهدف تقصير عمر حكومة شارون.