حذر نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام من ان الحرب المحتملة على العراق ستطلق "توجهات متطرفة يصعب ان يضبطها احد"، مشيراً الى ان محادثاته في موسكو اظهرت توافقاً على ان "الذرائع المطروحة ليست السبب الحقيقي". في الوقت ذاته اعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي انه سيطلب من مجلس الأمن التمديد بضعة شهور لمهمة المفتشين، مطالباً بغداد بتقديم "أدلة حسية" على اتلافها أسلحة الدمار الشامل. وحذر رئيس لجنة التفتيش هانس بليكس من ان الوضع "خطير جدا"، مشدداً على ان الأسلحة المحظورة في العراق ستنزع بواسطة المفتشين أو بالحرب. اكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة انه سيطلب من مجلس الأمن تمديد تفويض المفتشين لاشهر، داعياً العراق الى "مزيد من التعاون"، فيما حذر نائب الرئيس السوري عبدالحليم خدام من ان الحرب المحتملة ستطلق موجة تطرف في المنطقة. وأعلن ان دمشق "لم تبحث مع احد" في موضوع تنحي الرئيس صدام حين لجوئه الى بلد آخر. وبعد محادثات اجراها في موسكو، اكد البرادعي ان العراق "أبدى نيات حسنة" وفتح كل الأبواب امام المفتشين، لكنه قال: "ما برحت هناك قضايا معلقة". وذكر تحديداً ان العراق مطالب بعرض وثائق و"براهين حسية" تثبت اتلاف أسلحة الدمار الشامل. وتابع ان المفتشين اذا ابلغوا مجلس الأمن انه "ما زالت هناك أمور معلقة فإن ذلك يعني عدم إلغاء احتمالات وجود السلاح"، بكل ما يترتب على ذلك من "نتائج ليست ايجابية". ونبه الى ان اصدار تأكيد جازم بخلو العراق من الأسلحة "يضيء النفق المؤدي الى رفع العقوبات". وانتقد البرادعي الاتهامات العراقية للمفتشين بالتجسس، معتبراً ان على بغداد ان "تطرح شكاواها" ان وجدت. واضاف ان موسكو والوكالة الدولية متفقتان على ان "استخدام القوة وبقرار من مجلس الأمن هو الخيار الأخير". الى ذلك، شدد خدام على معارضة الحرب "في أي صورة كانت". وتابع ان محادثاته مع القيادة الروسية اظهرت ان موسكوودمشق متفقتان على ان "الذرائع المطروحة ليست السبب الحقيقي"، وان الحرب "ستكون خطراً كبيراً على الأمن والاستقرار" الاقليمي والعالمي، وتطلق "توجهات متطرفة يصعب ان يضبطها أحد". وشدد على ان الحرب "ستنعكس سلباً" على العلاقات الاميركية - العربية، نافياً ان يكون ناقش مع الجانب الروسي احتمالات لجوء الرئيس العراقي الى بلد آخر. وقال: "هذا موضوع لن نبحثه مع أحد". وشدد على رفض "تغيير أي نظام بقرار خارجي". واعتبر خدام ان محادثاته مع الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء ميخائيل كاسيانوف ورئيس البرلمان غينادي سيليزنيوف، حققت نتائج مهمة في مقدمها الاتفاق على "آلية لإطلاق التعاون"، وشكل فريق عمل سيتولى وضع "أطر وصيغ" العلاقات، وفي ضوء عمله سيزور الرئيس بشار الأسد موسكو لبدء "مرحلة جديدة" في العلاقات. واكد ان التعاون العسكري سيكون جزءاً من العلاقات التي تتطور. بليكس والسبيل الوحيد لتفادي الحرب في بروكسيل نصح رئيس لجنة التفتيش عن الأسلحة المحظورة في العراق انموفيك هانس بليكس بغداد بأن تكون "أكثر تعاوناً" مع المفتشين كسبيل وحيد لاستبعاد الحرب. واتفق مع المسؤولين في الاتحاد الأوروبي على ضغط العنصر الزمني، وقال ان "الوضع دقيق وخطير جداً"، فيما اكد مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد خافيير سولانا انه "لم يبق وقت طويل أمام العراق"، وترى مصادر ديبلوماسية في بروكسيل ان نشاط المفتشين قد يحسم في فترة لا تتجاوز نهاية الشهر المقبل. وعقد بليكس اجتماعاً مع سولانا ثم مع مجلس سفراء المندوبين الدائمين للبلدان الخمسة عشر الأعضاء في الاتحاد، وكذلك مع المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية كريس باتن. وانتقل من بروكسيل الى باريس، وسيزور لندن قبل التوجه الى قبرص، وقال انه سيصل والبرادعي الى بغداد الأحد، ووصف الوضع بأنه "دقيق وخطير جداً"، ويقتضي من العراق "تعاوناً في شكل لا يقبل الشك في نزع أسلحة الدمار الشامل". وتحدث عن امكان نزع الأسلحة المحظورة "عبر الأممالمتحدة وعن طريق المفتيشين"، وفي حال تراخت بغداد عن التعاون الكامل معهم فإن "نزع الأسلحة سيتم عبر وسائل الحرب". وشدد على ان المفتشين عثروا على أدلة استيراد العراق مواد محظورة عامي 2000 و2001 لا تدخل في صنع أسلحة دمار شامل، لكنها تبقى محظورة بمقتضى القرارات الدولية. وأشار الى ان موعد تقديم تقريره الى مجلس الأمن في السابع والعشرين من الشهر الجاري "ليس نهائياً"، وتوقع ان يكلفه المجلس "انجاز تقرير اضافي يقدم نهاية شباط فبراير المقبل". وقد يتزامن الموعد الثاني مع استكمال الولاياتالمتحدة وبريطانيا نشر الترسانات الحربية في المنطقة. ولفت الى انه بحث مشكلة استجواب العلماء العراقيين مع بليكس الذي يحظى بدعم الاتحاد الأوروبي، فيما قال بليكس ان الطريق الوحيد لاستجواب هؤلاء في بلادهم "ان يتم ذلك من دون أي ضغط قد يستهدفهم". ووصف تعاون العراق مع المفتشين بأنه "غير كاف"، وعن مسألة العودة الى مجلس الأمن قبل استخدام القوة ضد العراق قال: "من الأفضل العودة الى المجلس واصدار قرار جديد، على رغم ان القرار 1441 لا يفترض ذلك". ونقل سولانا نتائج المحادثات مع بليكس الى اليونان الرئيسة الحالية للاتحاد التي تسعى الى توحيد المواقف الأوروبية في اجتماع يعقده وزراء خارجية الاتحاد في 27 الشهر الجاري في بروكسيل. ومن المقرر ان يوفد الاتحاد وزير الخارجية اليوناني جورج باباندريو الى عدد من البلدان العربية، وذكر مصدر ديبلوماسي أوروبي ان اقتراح الزيارة كان يشمل سبعة بلدان عربية منها العراق، لكن الولاياتالمتحدة اعترضت على زيارة وفد الرئاسة الأوروبية بغداد. تحذير الماني من كارثة لاجئين في المانيا تزايدت أمس المعارضة السياسية والشعبية لشن حرب على العراق، ودعا رئيس الدولة يوهانس راو مجلس الأمن الى بذل كل جهد لوضع القرار 1441 موضع التنفيذ، وضمان "استقرار المنطقة"، فيما حذرت وزيرة التعاون الاقتصادي والإنماء هايديماري فيتشوريك تسويل من كارثة هجرة ولجوء ستصيب العراق اذا اندلعت الحرب، قائلة ان الأممالمتحدة تقدر عدد الذين سيفرون من العراق بمليوني شخص. واعتبر رئيس البرلمان الاتحادي فولفغانغ تيرزه ان التقارب ازاء موضوع العراق والذي تجلى في لقاء الرئيس جاك شيراك وضيفه المستشار غيرهارد شرودر يمثل "اشارة مهمة". واتهم حامل جائزة نوبل للآداب الكاتب الالماني غونتر غراس الولاياتالمتحدة ب"الرياء والنفاق" قائلاً انها "تريد الحرب للسيطرة على منابع النفط". ووجهت 250 شخصية علمية وسياسية وكنسية وممثلون عن المنظمات غير الحكومية في المانيا، رسالة مفتوحة الى شرودر أيدوا فيها موقفه الرافض شن حرب، مطالبين باللجوء الى القوانين الدولية لمنعها.